كشف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم (الإثنين) جهوداً يقودها مكتبه لتسهيل إطلاق سراح المحتجزين المرتبطين بالنزاع، وفتح الطرق، وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي، داعياً جميع الأطراف اليمنية إلى ضبط النفس في أفعالهم وخطابهم خلال هذه المرحلة الهشة، خصوصاً أن الوصول إلى حل سلمي وعادل ما زال ممكناً.
وحذر غروندبرغ خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم من التهديدات بإعادة البلاد إلى أتون الحرب التي وصفها بـ«المقلقة»، قائلاً: «إنني قلق إزاء تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، بما في ذلك تصريحات الحوثيين وتصرفاتهم في ما يخص مأرب، خصوصاً أن المزيد من العنف لن يكون حلاً للصراع، بل سيتسبب في فقدان فرصة التوصل إلى تسوية سياسية».
وأشار إلى أنه يواصل العمل مع الأطراف من أجل إحراز تقدم بشأن خارطة الطريق الأممية، بدعم من المجتمع الدولي والدول الإقليمية، لاسيما السعودية، وسلطنة عمان، وإطلاق عملية سياسية جامعة تمهد الطريق إلى سلام دائم.
وأضاف: «على الرغم من أن حالة عدم اليقين في المنطقة تؤثر على اليمن، ولكن يجب ألا نغفل عن القيمة الجوهرية للسلام طويل الأمد، وسأحتاج إلى الاعتماد على دعم المنطقة وهذا المجلس»، مشدداً على ضرورة المساواة بين المواطنين أمام القانون، والاستفادة من كامل القدرات الاقتصادية لبلادهم، وتحسين الخدمات، والحكم الرشيد، وهي نداءات يمنية تتطلب في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب وبدء عملية سياسية.
وندد المبعوث الأممي بالهجمات الحوثية على المدنيين في تعز، مؤكداً أن امرأتين وثلاث فتيات لقين حتفهن في أبريل الماضي بشكل مأساوي في محافظة تعز جراء هجوم بطائرة بدون طيار أثناء جمعهن الماء قرب منزلهن، ما يبرز المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون في ظل غياب الحل عن الوضع القائم.
ودعا غروندبرغ إلى ضرورة خفض التصعيد في البحر الأحمر ومحيطه، ووقف إطلاق النار في غزة.
من جهته، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث خلال الإحاطة أمام مجلس الأمن من نقص الغذاء وانتشار مرض الكوليرا في اليمن، مؤكداً أن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء مرتفعة بشكل مفزع في اليمن، وأن العمل جارٍ على خطط لمنع انتشار الكوليرا في اليمن، لكنها تحتاج إلى تمويل سريع.
بدورها، أكدت الممثلة الأمريكية في الأمم المتحدة روبرت وود أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أعاقت الوصول إلى سلام في اليمن، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم لليمن، خصوصاً أنه لا توجد موارد كافية للاستجابة الإنسانية في البلاد.