شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ضرورة العمل من دون تأخير لتحقيق حل الدولتين وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية.
واعتبر أبو الغيط أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي غير قادرين بمفردهما على التوصل إلى حل ويحتاجان لتدخل دولي مكثف ومتواصل، وأن التدخل الدولي بكل صوره صار ضرورة، والعودة لمسار المفاوضات الثنائية لم يعد خيارا ممكنا.
وجدد في كلمة له، اليوم(الثلاثاء)،خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة 33، المقرر انعقادها في المنامة، (الخميس)، التأكيد على أن ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لا يمس الفلسطينيين وحدهم بل المنظومة العالمية وقواعدها.
وقال أبو الغيط إن كل تحرك لوضع حد لتلك الجريمة سواء كان عربيا أو دوليا يظل ضرورة قصوى. وأضاف أن المساعي العربية جادة منذ انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض في 23 نوفمبر لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني. واعتبر أن التصويت الكاسح لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضوا كاملا مؤشر واضح على الموقف الدولي عما يحدث في فلسطين.
وأفاد أبو الغيط بأن الجهد العربي عبر الشهور الماضية سواء في إطار اللجنة الوزارية المعنية بالقضية الفلسطينية أو غيرها كان على مستويين، الأول وقف الحرب فورا وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدي لمخطط التهجير. والثاني: العمل من دون تأخير من أجل تحقيق رؤية الدولتين وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأشاد الأمين العام للجامعة العربية بالجهود السعودية التي يقودها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في جولاته المكوكية كرئيس للجنة العربية الإسلامية لوقف العدوان على غزة، وترؤس بلاده أعمال القمة العربية العادية الـ32. وقال أبو الغيط: لقد تحكمت مشاعر الانتقام الأسود بقادة الاحتلال الإسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحسّ البشري السليم وارتكبوا جرائم لها مُسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي، متهماً إسرائيل بارتكاب جرائم تطهير عرقي وفق جريمة مكتملة الأركان، واغتيال كامل لمجتمع وتمزيق نسيجه وتدمير مقدّارته ومؤسساته بشكل كامل.
وأشار إلى أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، واصفاً ما يجري في غزة بـ«الشنيع والخسيس»، مستعرضاً المساعي العربية التي وصفها بـ«الجادة والصادقة» والتي ظلت متواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في نوفمبر 2023، لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه.
ولفت إلى أن التحركات العربية كشفت ممارسات الاحتلال بعد أن حاولت إسرائيل عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين، معتبراً أن التصويت الدولي الكاسح من قبل الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً مؤشر واضح على الموقف الدولي عموماً من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر.
وشدّد على ضرورة وقف الحرب والتوصل إلى تسوية تحفظ وحدة فلسطين ومؤسساتها.
وتطرق أبو الغيط إلى الوضع في ليبيا واليمن وسورية محذراً من تجميد القرارات الخاصة بها، كون التجميد ليس حلاً بل يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس ولا يرفع المعاناة عن كواهل الشعوب، ولا يوفر الاستقرار الإقليمي المنشود، مبيناً أن الأزمات العربية تحتاج من المنظومة العربية جهداً متواصلاً حتى لا تتحول إلى أزمات منسية ولو إلى حين.
ويبحث وزراء الخارجية العرب بنود جدول أعمال ومشروع جدول الأعمال التي سيتم رفعها للقادة العرب لمناقشتها وإقرارها خلال أعمال القمة التي يتصدرها ملف القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته.
وتستعرض مباحثات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان والجدار والانتفاضة والأسرى، واللاجئون.
إضافة إلى دعم الأونروا، والتنمية في الأراضي الفلسطينية، وكذلك دعم موازنة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، وبحث الأوضاع في الجولان العربي السوري المحتل.