وزير الخارجية البحريني يرأس الاجتماعات التحضيرية للقمّة العربية في المنامة.
وزير الخارجية البحريني يرأس الاجتماعات التحضيرية للقمّة العربية في المنامة.
-A +A
عبدالله الغضوي (المنامة) GhadawiAbdullah@
أشاد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف الزياني، بتطابق المواقف الدبلوماسية البحرينية السعودية في الحرص على ترسيخ التضامن العربي لحماية الأمن القومي وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، ودعم الحقوق والقضايا العربية المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في ظل منظومة إقليمية آمنة ومزدهرة، وشراكة أخوية إستراتيجية وطيدة. وأعرب الزياني في حوار مع «عكاظ»، عن ثقته وتفاؤله بنجاح القمة العربية التي تستضيفها مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، غدا (الخميس)، بما يعبّر عن تطلعات الأمة العربية وآمالها في الوحدة وتكامل العمل المشترك نحو إرساء الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والرخاء.

وفي ما يلي نص الحوار:


مواجهة التحديات الدولية والإقليمية

• تستضيف البحرين القمة العربية في ظل ظروف وتحديات إقليمية حرجة، ما تطلعاتكم لهذه القمة؟

•• تعتز مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ودعم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، باستضافة القمة العربية في دورتها الـ33 في 16 مايو الجاري، وكلنا ثقة في حكمة القادة العرب، وتوافقهم على تبنّي قرارات وتحركات فاعلة تعبر عن تطلعات الأمة وآمالها في الوحدة وتكامل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، باعتبارها من أبرز أولويات القمة نحو إرساء الأمن والسلام والاستقرار والتعايش السلمي والرخاء.

تنسيق وتشاور رفيع مع السعودية

• ما أبرز جوانب التنسيق الدبلوماسي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية قُبيل القمة المرتقبة؟

•• ترتبط مملكة البحرين بشراكة أخوية تاريخية وإستراتيجية وطيدة مع المملكة العربية السعودية نابعة من وحدة الدين والدم والتاريخ والمصير، وتطابق المواقف الدبلوماسية في ظل القيادة الحكيمة لملك البحرين، وأخيه خادم الحرمين الشريفين، وحرصهما على ترسيخ التضامن العربي في حماية الأمن القومي وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، ودعم الحقوق والقضايا العربية المصيرية، في منظومة إقليمية آمنة ومزدهرة.

والتنسيق والتشاور السياسي قائم ومستمر على أعلى المستويات بدعم من مجلس التنسيق السعودي البحريني برئاسة مشتركة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ومتابعة من لجنة التنسيق السياسي والدبلوماسي المنبثقة عن المجلس.

وتعرب مملكة البحرين عن تقديرها للسياسة الخارجية الحكيمة للمملكة العربية السعودية في رئاستها للقمة العربية في دورتها الـ32، ودورها القيادي كركيزة للأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والعالمي، ودعم مساعيها المخلصة في توطيد أواصر الأخوّة الخليجية والعربية والإسلامية، ومبادراتها الرامية إلى إيجاد حلول سلمية شاملة ومستدامة للأزمات الإقليمية والدولية، آملين أن تمثل القمة العربية القادمة في البحرين دعامة قوية للتكامل العربي والسلام الإقليمي.

ثقتنا كبيرة في الأمة العربية

• من واقع خبراتكم العميقة في السياسة الدولية وتقلدكم مناصب سياسية رفيعة، ما توصيفكم للواقع العربي اليوم؟ وهل العرب قادرون على صنع سياسة إقليمية تحقق مصالحهم؟

•• لدينا ثقة كبيرة في الأمة العربية، بتاريخها العريق، وقيمها الدينية والإنسانية والحضارية، وما تتمتع به من ثروات بشرية وطبيعية ومكانة وموقع إستراتيجي مميزين، وقدراتها على مواجهة التحديات الراهنة، وخدمة مصالحها القومية. وقد أكد ملك البحرين، في كلمته أمام القمة العربية الـ32 بجدة، دعمه وترحيبه بالمساعي العربية الجادة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن، ممثل في استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، واستمرار الهدنة الإنسانية في اليمن والجهود الجادة لحل أزمتها، وعودة سورية إلى بيت العرب الكبير، وتأكيد ضرورة مواصلة العمل على وقف الاشتباكات المسلحة في السودان وعودة أمنه واستقراره، واستكمال مسيرة السلام للوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، وتجديد شراكتنا الإستراتيجية مع الدول الحليفة والصديقة في التصدي للإرهاب ووقف الحروب وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، وصولاً لمنطقة مستقرة تزدهر في محيطها قيم التعايش الإنساني والتقارب الديني والحضاري.

نرفض التهجير وتوسيع دائرة الصراع

• تشهد المنطقة تطورات خطيرة قلّ نظيرها بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.. هل هناك توجهات أو مبادرات عربية لحل الأزمة الراهنة في فلسطين؟

•• القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة العربية القادمة، وسط جهود ومبادرات دبلوماسية متواصلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية المدنيين، وزيادة تدفق المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى السكان بشكل آمن وكامل ومستدام، مع الرفض المطلق لأي خطط من شأنها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو توسيع دائرة الصراع والعنف أو التصعيد العسكري في المنطقة، مجددين دعوتنا للمجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته في إنهاء الحرب وخفض التصعيد وتوفير المساعدات الإنسانية وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، وإحياء مفاوضات السلام، بما يلبي الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ونيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كونها ركيزة أساسية لإحلال الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.

• وماذا عن الموقف العربي من تطورات الأوضاع في سورية، في ضوء زيارتكم الأخيرة إلى دمشق والتقائكم الرئيس بشار الأسد؟

•• تشرفت بزيارة رسمية إلى سورية في 28 أبريل الماضي، التقيت خلالها الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، تم خلالها استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتأكيد موقفنا الثابت والمنسجم مع الموقف العربي بشأن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها، ودعم جهود لجنة الاتصال الوزارية العربية والأمم المتحدة بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية، بما يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، واستعادة دورها الحيوي في محيطها العربي والدولي.

دعم رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي

• أخيراً، ما تقييمكم للوضع الخليجي الراهن والعلاقات بين دول مجلس التعاون؟

•• يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمناسبة قرب الاحتفاء بالذكرى الـ43 لتأسيس المجلس، معرباً عن بالغ الفخر والاعتزاز بإنجازات المجلس كأنموذج في التنسيق والترابط والتكامل الأخوي بين جميع أعضائه في شتى الميادين، وصولاً إلى الاتحاد الخليجي المنشود. وأجدد في هذا الصدد موقف مملكة البحرين الداعم لرؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وتوحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الإستراتيجية مع المجتمع الدولي والمنظمات والدول الشقيقة والصديقة، من أجل تعزيز قوة المجلس وتماسكه كأحد أنجح التكتلات الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة، وبما يعود بالخير والنماء والتقدم على مواطني دول الخليج العربي وشعوب المنطقة والعالم أجمع.