ردت القاهرة على اتهامات وسائل إعلام غربية بعرقلة مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، بأنها لا تستغرب محاولات بعص الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مصدر مصري مسؤول، اليوم (الأربعاء)، إن القاهرة لا تستغرب ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية، لمصادر تطلق عليها «مطلعة»، لافتاً إلى أن بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة.
وأضاف: أن ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى بقطاع غزة جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور، ولخبرتها وقدرتها على إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.
وزعم تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، (الثلاثاء)، أن مصر غيرت بهدوء شروط اقتراح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى في نهاية المطاف إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وتحدد مساراً لإنهاء القتال مؤقتاً في غزة.
من جهته، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان اليوم إن محاولات التشكيك في دور وساطة مصر قد تدفعها للانسحاب من جهود الوساطة التي تسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، مؤكداً في تصريحات تلفزيونية أن محاولات التشكيك والإساءة إلى دور وساطة مصر، لن تؤدي إلّا لمزيد من تعقيد الوضع في غزة والمنطقة برمتها.
وأوضح إنه في حال انسحبت مصر من الوساطة في ظل استمرار الادعاءات الإسرائيلية، فإن هذا لا يعني أن مصر قد تخلت عن أشقائها الفلسطينيين، لافتاً إلى أن القاهرة وسيط نزيه، ينحاز للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشدد رشوان على أن معبر رفح لم يُغلق أبداً من الجانب المصري، متهماً إسرائيل بأنها هي من تعلق المعبر من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي هي من تعوق إدخال المساعدات إلى غزة.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية خلال تصريحات له اليوم (الأربعاء)، أن بلاده أكدت مراراً أنها لن تتعامل مع إسرائيل في معبر رفح كونها سلطة احتلال، والقاهرة تشترط وجود طرف فلسطيني لتسلُّم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، لافتاً إلى أن موقف الحكومة المصرية تاريخي، وأنها دفعت في سبيل ذلك أثماناً فادحة في الدفاع عنها.
وأشار إلى أن انضمام مصر لجنوب أفريقيا في دعواها أمام «العدل الدولية» ستكون له تأثيرات مهمة. وأضاف «نمتلك من المستندات والوثائق ما يكفي لإدانة الاحتلال في قطاع غزة، كما أن مصر لن تسمح أبداً بتصفية القضية الفلسطينية، والرئيس عبدالفتاح السيسي هو من حرك مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية».
واختتم رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأن نخبة إسرائيل الحالية غير قادرة على اتخاذ قرارات وتستعدي الجميع ويجب تغييرها، مبيناً أن مصر ليست صانعة حروب لكنها قادرة على أي حرب، وهناك فارق بين القدرة على الحرب والسعي للحرب.