دمار ضخم خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة .
دمار ضخم خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة .
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_online@

اعتبرت مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية أن الحرب بين إسرائيل وحماس بلغت نقطة حرجة، في وقت تشن تل أبيب عمليتها العسكرية في رفح.

ورأى محلل السياسة الخارجية المتخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر لانغلوا، أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزداد حدة في العلن، ما حدا بواشنطن إلى استخدام أدوات أكثر قسوة بشكل تدريجي لمنع حكومة اليمين المتطرف من الاستغراق في أعمال شريرة في غزة.

وحذر من أن هناك مخاطر حقيقية تتمثل في إمكانية خروج الوضع الحالي عن السيطرة في نهاية المطاف، داعيا قادة الدول الغربية إلى تجنب وقوع مذبحة محتملة ذات تداعيات طويلة الأمد. وقال لا تزال هناك إمكانية للحيلولة دون حدوث هذه المذبحة من خلال محادثات وقف إطلاق النار الجارية بين حماس وإسرائيل.

وأضاف أن قبول حماس اتفاق وقف إطلاق النار في السادس من مايو الجاري بعد أن وافقت عليه إسرائيل، باغت تل أبيب التي ادعت أن الحركة قبلت باتفاق مختلف ينطوي على ثغرات واسعة غير مقبولة.

واتهم لانغلوا إسرائيل بالسعي لإفساد المفاوضات منذ الموافقة على الاقتراح الذي أُرسل إلى حماس في أواخر أبريل الماضي، لافتا إلى أن تصريحات نتنياهو في 30 أبريل الماضي، التي ادعى فيها أن قواته ستدخل رفح باتفاق أو بدونه لتحقيق «النصر الكامل»، تهدد إمكانية التوصل إلى أي اتفاق في المستقبل، ما يعكس التعنت الإسرائيلي المستمر الذي يقوِّض فرص التوصل إلى اتفاق.

وأكد لانغلوا أن إسرائيل تسير بغير هدى ولا قيادة، مدفوعة بقصور ذاتي ونزعة انتقامية، كما أن النظام والسلام الدوليين على المحك، والأسابيع القادمة ستكون حاسمة لإنهاء الصراع وتحديد ملامح رئاسة بايدن إذا انتخب مجددا.

وكشف أن مسؤولين أمريكيين أجروا اتصالات مع صانعي القرار الإسرائيليين على مدى أشهر لوضع خطة تسمح بالقضاء على ما تبقى من مقاتلي حماس في غزة مع اتباع القانون الإنساني الدولي، وهي سياسة طويلة الأمد لفريق بايدن.

وأفادت التقارير أن هذه المساعي أسفرت عن خلافات، إذ هدد بايدن بالامتناع عن إرسال المزيد من شحنات الأسلحة في حال اجتياح إسرائيل لرفح، ما دفع مسؤولي الطرفين إلى الترويج لرواية مفادها أن عملية رفح لم تبدأ أو تم تقليصها وإعادة تركيزها.

وأكد الكاتب أنه كان من العسير أن تتحقق مطالب إسرائيل «المتطرفة» بإلحاق هزيمة كاملة بحماس، في حين نجحت الحركة إلى حد كبير في هدفها المتمثل في تبادل الأسرى والجهود الرامية إلى تقليص مكانة إسرائيل الدولية.