أفصحت صحيفة «فايننشال تايمز» أن حلفاء إسرائيل يشعرون بالإحباط، وقالت في افتتاحيتها: إن إسرائيل التي تتعرض لضغط متزايد من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى لقيادة مسؤولة ورصينة، وهو ما لا يتوفر في رئيس الوزراء الحالي.
ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل وجدت أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أصبح عبئا عليها، وأن هجومه على غزة يبدو متعثرا بأهداف رئيسية لم تتحقق، وأن وعده بـ«النصر الكامل» أصبح بعيد المنال.وأضافت: رغم أن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على المحكمة الجنائية الدولية التي قد يرفض قضاتها طلب المدعي العام كريم خان إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورغم أن أوامر محكمة العدل الدولية يرجح ألا يتم تنفيذها، فإن تل أبيب تجد نفسها أمام عزلة دولية متزايدة.ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تعهد عدد من الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، واصفة ذلك بالضربة «الرمزية» لنتنياهو الذي يرفض أي حديث عن حل الدولتين.وأكدت أن هذه الاعترافات المتوقعة والضغوط القانونية يجب أن تكون دعوة للاستيقاظ، ولحظة لكي يدرك الإسرائيليون المعتدلون أن تصرفات حكومتهم اليمينية المتطرفة تدفع البلاد إلى عزلة أكبر.ورأت أن طلبات الاعتقال تسعى إلى إثبات أن قوانين النزاع تنطبق على القادة المنتخبين وقواتهم المسلحة، وعلى المستبدين والجهات الفاعلة غير الحكومية أو «الإرهابية»، وقد تساعد في تعزيز مصداقية محكمة أدى تركيزها الأولي على أفريقيا إلى اتهامات بأنها تستهدف البلدان النامية فقط.وأكدت «الفايننشال» أن شركاء إسرائيل يشعرون بالإحباط بسبب مقاومة نتنياهو السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة المدمرة، والتصميم على المضي في الهجوم في رفح. وقالت إنهم غاضبون أيضا من رفضه وضع خطة قابلة للتطبيق للقطاع بعد الحرب، وفشله في كبح جماح المستوطنين اليهود الهائجين في الضفة الغربية المحتلة، ورفضه خطط واشنطن لاتخاذ خطوات نحو حل الدولتين، وهذا هو السبيل الوحيد لتوفير الأمن طويل الأجل الذي تطلبه إسرائيل.