اعتبر رئيس الوزراء السوداني السابق الدكتور عبدالله حمدوك أن السودان يمر بأزمة وجودية يجب تداركها سريعا، محذراً من أن التأخير قد يؤدي إلى فناء البلاد، حيث ستتحمل الأجيال المتعاقبة مسؤولية التخريب. وكشف أنه غير مهتم بالعودة لمنصب سيادي سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، مؤكدا أن اهتمامه الرئيسي ينصب على حل الأزمة.
وكشف رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية خلال لقاء مجموعة من الإعلاميين والمفكرين في أعمال المؤتمر التأسيسي للتحالف في العاصمة أديس أبابا، تلقيه استفسارات من جهات دولية بشأن قبوله العودة لمنصب سيادي، وكان رده أنه غير مهتم بذلك، لافتا إلى وجود أشخاص آخرين مؤهلين لقيادة البلاد.
ودعا حمدوك السودانيين إلى شحذ الهمم والتكاتف لبناء جبهة مدنية عريضة تُجبر طرفي الحرب على إيقافها والتوصل إلى اتفاق على قيادة الشباب للمرحلة القادمة.
وأفصح عن رغبة «تقدم» في توسيع التحالف ليشمل جبهة عريضة لوقف الحرب، مؤكداً الدور الكبير المنتظر من المبدعين والإعلاميين في المساهمة في معالجة التحديات التي تواجه السودان.
ووصف الوضع الحالي بالاستثنائي، لافتا إلى أنه لم يحدث في تاريخ السودان أن اجتمع أكثر من 600 شخص خارج البلاد، ورأى أن السودانيين قادرون على مواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد بلادهم، وشدد قائلاً: «لدينا القدرة على الخروج من هذا الخطر، والمجهود الأكبر يقع علينا ولن يساعدنا أحد».
يذكر أن حمدوك أعلن، (الإثنين) الماضي، أن التنسيقية لا تزال تنتظر رد رئيس المجلس الانتقالي وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان بالموافقة على الاجتماع معها لبحث وقف الحرب في السودان. وقال في افتتاح المؤتمر التأسيسي لتنسيقية (تقدم): «إن التنسيقية لا تنحاز لأي طرف في الحرب».
وتضم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية أحزابا ومنظمات مدنية، منها قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وتكونت بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل من العام الماضي لتوحيد المدنيين بهدف إنهاء الأزمة.