تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن مئات الغارات والقصف المدفعي على مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، إذ نفذت اليوم (السبت) مجزرة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 210 فلسطينيين وإصابة 400 آخرين، فيما أدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدة أن ما يحدث يعد انتهاكاً سافراً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني كافة، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وحمّلت مصر إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء السافر، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطال الفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لخدمات البنية التحتية كافة في القطاع، مطالبة الأطراف الدولية المؤثرة ومجلس الأمن بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسؤول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي راح ضحيتها ما يزيد على ٣٦ ألف شهيد.
وفي هذا الإطار قال الخبير الإستراتيجي في مصر اللواء محمد رشاد، إن إجرام الاحتلال الإسرائيلي تخطى كل الحدود، وما حدث خلال الساعات الماضية في «مخيم النصيرات» رسالة للعالم للتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من تلك الحرب التي لم يحدث مثلها من قبل، مؤكداً أن دولة الاحتلال لكى تنقذ أربعة من أسراها لدى «حماس»، تقوم بتلك المجزرة الكبيرة ضد الأبرياء، مبيناً أن قوات الاحتلال تحاول من خلال تلك العملية أن تبين للداخل بأنها «المنتصر»، متوقعاً عمليات عسكرية إسرائيلية مماثلة خلال الساعات القادمة في مناطق قطاع غزة.
وأوضح اللواء رشاد لـ«عكاظ» أن إسرائيل تخطت كل الخطوط الحمراء بتلك العمليات البربرية على مخيمات النازحين، وتضرب عرض الحائط بقرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية بوقف الحرب على قطاع غزة، في انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، كما أنها تمثل جرائم حرب لم يشهدها التاريخ، مطالباً دول العالم بالتحرك بشكل فوري لإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها، ومحاسبتها على أفعالها وجرائمها التي ما زالت ترتكبها بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء في غزة.