ربما تبدو تأثيرات انسحاب عضوي مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت، محدودة على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خصوصاً ما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة، إلا أن المؤكد أنها ستتركه فريسة لليمين المتطرف وضغوطه، وهو ما يمكن أن يدفعه إلى البحث عن خيارات أو سيناريوهات أخرى.
ورأت مجلة «إيكونوميست» البريطانية في تقرير لها، أن «غانتس وآيزنكوت» استقالا احتجاجاً على تعنت نتنياهو ضد مقترحات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة. وقالت إن نتنياهو سيتعين عليه منذ الآن التعامل بمفرده مع قادة اليمين المتطرف وعلى رأسهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
ولفتت إلى أن بن غفير زعيم حزب «العظمة اليهودية»، وسموتريتش زعيم حزب «الصهيونية الدينية» يطالبان بعضوية «الهيئات الأكثر صلة بالحرب»، وهي مجلس الحرب، وبتصعيد إسرائيل عملياتها في غزة وضد حزب الله اللبناني.
لكن المجلة، اعتبرت أن رئيس الحكومة ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب، أو وقف إطلاق النار، مضيفة أن وقف إطلاق النار سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة له لتجنب المحاسبة بعد الحرب، وفي الوقت نفسه ليس حريصاً على تصعيد الأعمال العسكرية، خصوصاً عندما تمارس أمريكا ضغوطاً متزايدة على حكومته للموافقة على وقف إطلاق النار.
وذكرت أن نتنياهو سيفتقد شريكيه الوسطيين -غانتس وآيزنكوت- اللذين ساعداه على تحقيق التوازن بين مطالب المتشددين للقيام بعمل عسكري أكثر تدميراً، ووقف إطلاق النار، محذرة من أن التصعيد العسكري من شأنه أن يؤدي إلى عزلة دولية أكبر وتعميق الأزمة غير المسبوقة مع واشنطن ورجحت استمرار نتنياهو في محاولة اللعب من أجل الوقت، لكن سيتعين عليه، في مرحلة ما الاختيار بين التصعيد والتقليص، ولن يكون قادراً بعد الآن على الاعتماد على التأثير المعتدل للوزيرين الوسطيين لإتاحة المجال له للمناورة.
ويعتقد التقرير أن نتنياهو لديه بدائل للتصعيد، ويمكنه الانفصال عن اليمين المتطرف وقبول عروض من رئيس الوزراء السابق يائير لبيد، الذي يقود أكبر حزب معارض، لدعم حكومته إذا قبل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
وتحدث التقرير عن خيار آخر أمام نتنياهو وهو حل البرلمان «الكنيست» والمراهنة على الانتخابات، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة، تشير إلى أن 3 أرباع الإسرائيليين يقولون إن عليه أن يرحل.
ولفت إلى أن غانتس يراهن على أنه سيكسب الناخبين من خلال الانضمام إلى المعارضة، وأنه بتركه نتنياهو بمفرده مع المتطرفين، سيجبره إما على التصرف بمسؤولية أو تحفيز الاحتجاجات التي تنامت في الأسابيع الأخيرة حتى إسقاط الحكومة.