بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين الأراضي اللبنانية، أطل أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليرد بالصوت والصورة على إسرائيل بأنه مستعد للحرب، وعلى الزائر الأمريكي بأن طلب «التوسط» ليس مسرحه في لبنان إنما في إسرائيل لوقف حربها على غزة.
ورد على إعلان الجيش الإسرائيلي موافقته على «خطط عملياتية لهجوم» في لبنان، بتأكيده أن الحزب سيقاتل حينها بلا ضوابط ولا أسقف ولا قواعد.. والكيان يجب أن ينتظرنا في البحر والبر والجو.
أخطر ما جاء في إطلالة نصرالله هو الهجوم على دولة قبرص وتحذيرها من أن فتح مطاراتها لإسرائيل في حال استهدفت إسرائيل لبنان سيجعل الحزب يتعاطى معها على أنها أصبحت جزءا من الحرب، تاركاً الدولة اللبنانية أو ما تبقى منها في مواجهة أزمة دبلوماسية لم تكن في الحسبان أسوة بالأزمات التي كان قد تسبب بها حزب الله مع أشقاء لبنان العرب.
أما السفير القبرصي لدى تل أبيب كورنيليوس كورنيليو قال إن «علاقتنا مع إسرائيل قوية»، و«سيكون هناك رد فعل» على التهديد.
فيما جاء الرد الإسرائيلي على لسان رئيس الأركان أن قدراتنا القوية لا يعرف العدو إلا القليل عنها ونعد حلولا للتعامل مع قدرات حزب الله الذي سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير: «إن العد التنازلي لردنا القوي بدأ ولن يوقفه إلا قبول حزب الله عرض هوكشتاين».
وأضاف: «إذا واصل حزب الله مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت».
وما زال نصرالله يراهن على فشل إسرائيل حتى اللحظة في تحقيق أهداف حربها: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن، فضلاً عن مراقبة الأزمة العميقة التي تعيشها إسرائيل داخلياً وجعلت من صورة هذا الكيان مرهقا ومنقسما، دون التغاضي عن الخلاف العلني بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو الذي يتخبّط في حرب الاستنزاف التي لا يعرف أحد كيف ستنتهي.