لونا الشبل
لونا الشبل
جنازة لونا.
جنازة لونا.
الشبل
الشبل
سيارة لونا الشبل عقب الحادثة.
سيارة لونا الشبل عقب الحادثة.
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@

لم تتوقف الشكوك والتكهنات منذ إعلان تعرض لونا الشبل المستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية السوري بشار الأسد لحادثة سير الثلاثاء الماضي، بل إن كثيراً من السيناريوهات والقصص انتشرت بعد أن أعلنت الرئاسة السورية وفاتها الجمعة.

بيان رئاسة الجمهورية في 5 يوليو، كان مختصراً أكثر من المتوقع، لكنه بيان لابد منه لطي صفحة لونا وقطع دابر التكهنات والروايات التي مهما أخذت من التكهات والتخرصات، إلا أنها ستبقى الرواية المفقودة في رحيل الشبل.

رحيل لونا أمر في غاية الأهمية، سواء كانت الحادثة طبيعية وقدراً قد يحدث لأي من البشر أم كانت حادثة لها أبعاد أخرى، لكن برحيلها يفقد القصر الجمهوري إحدى أدواته الصامتة والمخططة والمدبرة للغة السياسية والإعلامية للنظام السوري على مدار عقد من الزمان في أصعب الظروف التي كان يمر بها الحكم في دمشق، ذلك أن لونا لم تكن مستشارة في مكتب ضمن غرفة من غرف القصر الجمهوري، بل إنها في كثير من الأحيان كانت في المطبخ السياسي في ظروف حرجة جداً وتمر بها سورية! وهذا يعني بشكل أو بآخر أن الأسد فقد ذراعاً سياسياً وإعلامياً كانت بيدها مفاتيح الثقة، تضاف إلى خسارات القصر على مدى 13 عاماً من استنزاف دمشق.

لونا الإعلامية التي فضلت العمل في بلاط القصر على النجومية الإعلامية، كانت أكثر من مستشارة، إذ كانت تحمل مهمات سياسية على أعلى المستويات، إذ شاركت في أولى جولات المفاوضات مع المعارضة السورية في العام 2014، بينما كانت حمامة زاجل للأسد في العديد من المناسبات خصوصاً في روسيا، ففي السنوات الماضية ظهرت في أكثر من لقاء تلفزيوني تتحدث باسم الأسد شخصياً، لذا فنحن أمام اختفاء جزء من صورة كبيرة! لقد كُتبت العديد من السيناريوهات حول مقتل المستشارة لونا، منها ما ذهب إلى «تنجيم» في التحليل السياسي ومنها ما هو واقعي، ولكن بتقديري أن أياً من هذه التحليلات لا يصل إلى جوهر المسألة الحساسة في العاصمة دمشق وفي القصر الجهوري تحديداً.

إن السؤال الذي طالما أشغل العديد من المراقبين هو: هل يؤثر رحيل لونا على بنية القرار السياسي في سورية، أو على الأقل يغير في «السيستم» في دمشق؟ ما الذي سيتغير بعد رحيل الشبل؟ هل يؤثر ذلك على الرئيس الأسد شخصياً؟ قبل 12 عاماً تماماً وفي يوليو العام 2012، كانت دمشق على موعد مع زلزال يكاد أن يهدم كل أركان الحكم، حين جرى استهداف خلية الأزمة الشهيرة التي قُتل فيها أحد أهم رموز الحكم في سورية، قُتل آصف شوكت نائب وزير الدفاع وأحد أهم رجال السلطة في سورية وصهر الرئيس الأسد، وقُتل وزير الدفاع داوود راجحة، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني، فيما نجا وزير الداخلية محمد الشعار.

كان هذا أهم حدث أمني استهدف بنية الحكم في تاريخ سورية الحديث، ذلك أن الأسماء بذاتها تشكل أركان حكم، بينما جغرافيا الاستهداف توحي بانهيارات أمنية كبيرة، لكن ما حدث لاحقاً أكثر مفاجأة مما حدث.. لم يتغير أي شيء في دمشق، حتى الحزن لم يكن له مكان في تلك الفترة الحالكة التي تعيشها سورية والأسد شخصياً.