-A +A
«عكاظ» (لندن) okaz_online@
في الوقت الذي تتواصل المظاهرات الرافضة لعنف اليمين المتطرف في بريطانيا، رفعت الشرطة في لندن، اليوم (الأحد)، من حالة التأهب تحسباً لتجدد عنف المتطرفين على الرغم من الهدوء الحذر.

وشهدت بريطانيا، أمس، خروج الآلاف من نشطاء مكافحة العنصرية في جميع أنحاء البلاد، وقدر عدد المشاركين فيها بـ5 آلاف شخص، وبحسب منظمة «متحدون ضد العنصرية» فإن هذه التحركات تظهر أن بلفاست مدينة تقول لا للعنصرية والفاشية والإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية النساء.


وتجمع في العاصمة لندن نحو 1000 شخص أمام مقر حزب «ريفورم يو كيه» المناهض للهجرة، رافعين لافتات كتب عليها لا للعنصرية، لا للكراهية ولم تسجل أي حوادث خلال تلك المظاهرات.

بدوره، قال رئيس وزراء إسكتلندا السابق حمزة يوسف ذو الأصول الباكستانية إنه قلق من الأوضاع الراهنة في بريطانيا، بعد تصاعد الأحداث العنصرية الأخيرة ضد المسلمين، مبيناً أن الأحداث التي شهدتها إنجلترا جعلته يشكك في إذا ما كانت بريطانيا «بلداً آمنا» له ولأسرته.

وقال في تصريحات نشرتها «وكالة الأناضول» إنه يشعر بالصدمة من الاعتداءات التي استهدفت المساجد والمراكز الإسلامية، واصفاً إياها بأنها أبشع مستوى من العنف شهده طوال حياته في البلاد.

وانتقد رئيس وزراء إسكتلندا السابق التعليقات المثيرة للجدل من شخصيات سياسية مثل نايجل فاراج، زعيم حزب بريكست البريطاني، مؤكداً أن السياسيين هم العامل الأساسي وراء العنف في بريطانيا بسبب خطابهم السياسي المعادي للإسلام، إذ استخدموا الإسلاموفوبيا والقوالب النمطية المعادية للإسلام، بمن فيهم وزيرة الشؤون الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان.

وأشار يوسف إلى أن معاداة المسلمين أصبحت ظاهرة متأصلة في المجتمع البريطاني، معرباً عن تفاؤله بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن عدم تسامح الحكومة مع الهجمات ضد المسلمين.

وأكد يوسف أهمية اتخاذ خطوات قانونية فعالة كون الاعتقالات وحدها ليست كافية، بل يجب حظر المنظمات العنصرية التابعة لأقصى اليمين والمتعصبة للبيض، وذلك لضمان حماية المجتمع، مشدداً على أهمية تنظيم الحكومة البريطانية لشركات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل، لوقف انتشار الكراهية والعنف، وذلك في إشارة إلى تصريحات إيلون ماسك حول إمكانية حدوث حرب أهلية في بريطانيا، إذ يرى يوسف أن ماسك قد يسعى إلى تعزيز مثل هذه الأفكار.

وأعرب السياسي الإسكتلندي عن أمله في عدم حدوث حرب أهلية، مؤكداً أن نظريات المؤامرة التي يروجها ماسك، خصوصاً تلك المتعلقة بتفوق العرق الأبيض، ليست صحيحة.

وكان الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك قد نشر على حسابه في منصة «إكس»، مساء أمس (السبت)، صورتين واحدة تظهر عدداً من الرجال أصحاب البشرة السمراء يحدقون بفتاة شقراء، وأخرى تظهر أشخاصاً ملتحين بلباس أفغاني وباكستاني (في إشارة إلى أنهم مسلمون) يحيطون بضابط شرطة بريطاني، وكتب ساخراً أن تلك الصور قد تدخلك 3 سنوات إلى السجن في المملكة المتحدة، في إشارة إلى الإجراءات الصارمة التي أعلنت السلطات البريطانية سابقاً أنها ستطبقها ضد كل من يروج للكراهية ويحرض على العنف على مواقع التواصل، في محاولة منها للتخفيف من حدة التوتر الذي شهدته البلاد أخيراً.