فيما تنطلق، غداً (الخميس)، مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة بدعوة من الوسطاء وأمريكا، كشفت مصادر فلسطينية مسؤولة، اليوم (الأربعاء)، رفض الفصائل الفلسطينية شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخمسة، التي يرون أنها محاولة لإفشال المفاوضات قبل بدئها.
وأشارت المصادر إلى أن نتنياهو شدد في شروطه على بقاء قواته في محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، والحصول على قائمة بأسماء جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وحق إسرائيل في رفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وإبعاد آخرين إلى خارج البلاد، ومنع نقل السلاح إلى شمال قطاع غزة أثناء وبعد الصفقة، أي جعل شمال القطاع منطقة منزوعة السلاح كليّاً، مؤكدة أن الفصائل الفلسطينية تتمسك بالورقة الأمريكية الأخيرة التي تمّت الموافقة عليها في الثاني من يوليو الماضي.
وأيد مسؤولون أمريكيون وأجانب، بحسب «بي بي سي»، المخاوف الفلسطينية من إفشال نتنياهو المفاوضات، مؤكدين أن الشروط الجديدة قد تعقد المفاوضات، غير أن موقع (واي نت) التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت قال: الإدارة الأمريكية ستقدم مقترحاً جديداً بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين في القطاع خلال جولة المفاوضات في الدوحة.
وأشار الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية تفرض ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة على الإطار المقترح على الفور على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء مستعدون أيضاً لاحتمال فشله.
من جهة أخرى، قال المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكستين اليوم إنه يعتقد أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن تجنبها، قائلاً: «أمل ذلك وأعتقد أنه سيحدث» وشدد هوكستين، خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت ، على أنه لم يبقَ وقت لإضاعته للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أنه سيتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي في لبنان، عشية جولة محادثات عبر الوسطاء.
وقال إنه تحدّث مع الرئيس بري حول اتفاق الإطار المطروح لوقف إطلاق النار في غزة، وقد اتفقنا على أنه لم يبقَ وقت لإضاعته ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي، مبيناً أن الاتفاق سيساعد أيضاً على التوصل إلى حلّ دبلوماسي في لبنان، مما سيمنع اندلاع حرب أوسع نطاقاً.
وأضاف: «ينبغي علينا أن نغتنم هذه النافذة للعمل الدبلوماسي والحلول الدبلوماسية. الوقت المناسب هو الآن»، والتقى هوكستين كذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وأكد ميقاتي خلال جلسة لمجلس الوزراء، أمس، أن لبنان أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي، مشدداً بالقول: «الجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب وإخوة عرب تكثفت نظراً لخطورة الوضع اللبناني والإقليمي وخطورته على أمن المنطقة».
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد قالت، اليوم ، إن 10 أشخاص أصيبوا بينهم 3 بجراح خطيرة في قصف الاحتلال على بلدة العباسية جنوبي لبنان، موضحة أن هناك أكثر من 547 قتيلاً لبنانيا و1765 مصاباً جراء عدوان الاحتلال على بلادها منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، (الثلاثاء)، موافقة الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 20 مليار دولار إلى إسرائيل، من بينها ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة من طراز (F-15)، وما يصل إلى 30 صاروخ (جو- جو) متوسط المدى، ومركبات تكتيكية وأعداد كبيرة من قذائف الدبابات وقذائف مدافع الهاون شديدة الانفجار.