وسط مخاوف أمنية كبيرة وانتشار كبير لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووحدة النخبة في جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية ينطلق المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، غداً (الإثنين)، في مدينة شيكاغو الأمريكية ويستمر حتى (الخميس)، وذلك للاحتفال بكامالا هاريس مرشحةً رسميةً لانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم ضد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.
وواصلت مرشحة الحزب ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس (59عاماً) جولتها على متن حافلة في ولاية بنسيلفانيا عشية انطلاق المؤتمر الوطني العام للحزب، الذي يتوقع أن يتم الترحيب بها من قبل حزبها بعد قرار الرئيس جو بايدن (81 عاماً) سحب ترشحه ودعم هاريس للحلول بدلاً منه.
وستلقي هاريس كلمتها في آخر أيام المؤتمر، وبحسب شبكة «سي. إن. إن» التلفزيونية هاريس ستكون حاضرة إلى جانب بايدن لدى إلقائه كلمته، غداً (الإثنين)، في عرض للوحدة الحزبية على رغم أن دور الرئيس الحالي بات ثانوياً في هذه الحملة.
ونقلت تقارير إعلامية أمريكية أن بايدن لا يخفي امتعاضه المتواصل من الطريقة التي دفعه بها الديمقراطيون للانسحاب من السباق الرئاسي، لكن يتوقع أن يركز في خطابه على تسليم هاريس الشعلة، وتعزيز إرثه في تاريخ الحزب عبر مساعدة نائبته على الفوز بالانتخابات، بالإضافة إلى عرض أداء إدارته ودورها في تعافي البلاد من تداعيات الجائحة.
ويتوقع مسؤولون أمنيون أمريكيون أن يشهد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي نزول عشرات الآلاف إلى شوارع شيكاغو احتجاجاً على موقف الإدارة الديمقراطية الداعم لإسرائيل في الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر ضد الشعب الفلسطيني، التي تسببت بأزمة إنسانية كارثية في غزة، معربين عن مخاوفهم من أحداث تعكر الاحتفال.
وأكد مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي في شيكاغو لوكاس روثار أن لا سبب محدداً للقلق، لكن الحدث سيتم وسط أجواء من التهديدات المتزايدة قائلاً: «ندرك التهديدات الواسعة التي ترخي بثقلها على بلادنا، سواء كان مصدرها الجريمة العنيفة أو الإرهاب الدولي أو الإرهاب الداخلي إضافة الى تهديدات أخرى متعددة.
وأشار إلى أن نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية سيتولون تأمين المؤتمر، يدعمهم مئات من العناصر استقدموا من خارج الولاية، وألقت محاولة اغتيال ترمب في 13 يوليو الماضي بظلالها على فعالية الحزب الديمقراطي.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن أحد أخطر التهديدات قد يتجلى في أفراد معزولين مدفوعين بأفكار مناهضة للحكومة أو بشعور بمظلومية سياسية أو بمواقف أيديولوجية.
في غضون ذلك، أعلنت هاريس خططاً لإنفاق 370 مليون دولار على الإعلانات الرقمية والتلفزيونية، لحملتها الرئاسية بين يوم عيد العمال ويوم الانتخابات، وبحسب ما موقع «أكسيوس»، الذي نقل عن حملة نائبة الرئيس الأمريكي، إن هذا المبلغ رغم أنه يعد تاريخياً، لكن يُعد استثماراً أولياً، إذ تُخطط لإنفاق 170 مليون دولار على حجوزات التلفزيون، و200 مليون دولار على الإعلانات الرقمية.