بعد 9 سنوات من العلاقات المتوترة بين أوروبا والمملكة المتحدة بقيادة المحافظين، بدأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم (الأربعاء) زيارة إلى ألمانيا، يسعى من خلالها إلى إبرام معاهدات تجارية وأمنية وبيئية، إضافة إلى التعاون في مجالي الطاقة والدفاع في خطوة لإعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقال ستارمر في تصريحات صحفية: «لدينا فرصة مرة واحدة لإعادة ضبط علاقتنا مع أوروبا ويجب أن نغير مسار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونصلح العلاقات المشروخة التي خلفتها الحكومة السابقة»، مضيفاً: هذا لا يعني عكس اتجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو إعادة دخولها إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، معاهدة المملكة المتحدة وألمانيا هي جزء من إعادة ضبط أوسع نطاقاً، ونأمل في الاتفاق عليها بحلول نهاية العام الحالي، كما سنعمل على معالجة عصابات التهريب، حيث ستبني الدولتان على اتفاقياتهما الدفاعية.
وتتطلع بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى عقد أول قمة ثنائية خلال الأشهر القادمة كجزء من محاولة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إعادة ضبط العلاقات بعد البريكست. ووفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، فإن ستارمر اجتمع مع المستشار الألماني أولاف شولتز أمس ويسعى لإبرام معاهدات مع برلين في غضون 6 أشهر، فضلاً عن التفاوض على اتفاقية منفصلة بشأن التعاون الدفاعي تُنجز في الخريف.
وتشدد حكومة حزب العمال على ضرورة تحسين قدرة بريطانيا على الوصول إلى التجارة مع أوروبا، في أعقاب ما وصفته بصفقة بوريس جونسون «الفاشلة» بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يواصل رئيس الوزراء البريطاني جولته الأوروبية بزيارة باريس، الذي سيحضر فيها حفل افتتاح الألعاب البارالمبية، وسيزور قصر الإليزيه اليوم.
ورغم أن ستارمر تولى منصبه منذ أقل من شهرين، إلا أن الرحلة تمثل خامس لقاء له مع شولتز ورابع لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ توليه منصب رئيس الوزراء، وهي علامة على سعيه لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين، خصوصاً أنه يستعد لاستضافة قمة استثمارية دولية في أكتوبر القادم.