فيما حشدت الولايات المتحدة نحو 18 سفينة حربية، بينها حاملتا طائرات، في الشرق الأوسط، لحماية إسرائيل من أي اعتداء إيراني قد يستهدفها؛ فتح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الباب اليوم (الأربعاء) أمام استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يتقدم باطّراد. وأبلغ خامئني الحكومة الإيرانية بأنه «لا ضرر» من التحدث إلى «العدو». وجدد المرشد الإيراني تحذيره للحكومة الإيرانية من أنه لا تمكن الثقة في واشنطن. ولا يُعرف بوجه قاطع السلطة التي ربما منحها خامنئي إلى رئيس الحكومة مسعود بزشكيان للمناورة في أي محادثات محتملة. وتشهد المنطقة توترات جمّة، جراء استمرار حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فيما تنشغل الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر القادم. وقال خامنئي على موقعه الإلكتروني الرسمي: «ذلك (عدم الثقة في العدو) لا يعني أنه لا يمكننا أن نتواصل مع العدو نفسه في حالات معيّنة». وزاد: لا ضرر من ذلك. ولكن لا تعلِّقوا عليهم آمالكم. وحذر حكومة بزشكيان من مغبة الثقة بالأمريكيين. وسألت أسوشيتد برس وزارة الخارجية الأمريكية عن تعليقها على ذلك فردّت بـ«أننا نحكم على القيادة الإيرانية بأفعالها وليس بأقوالها (...) لقد ظللنا نقول على الدوام إننا نرى أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل للتوصل إلى حل مستدام وفاعل في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية: لكننا بعيدون جداً من أي شيء من ذلك القبيل، في ظل التصعيد الذي تقوم به إيران في كل مكان، بما في ذلك تصعيدها في المجال النووي، وعدم تعاونها مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية ونظام الرقابة الخاص بالأمم المتحدة. وأشار موقع أكسيوس، اليوم، إلى أن الولايات المتحدة نشرت 18 سفينة حربية، بينها حاملتا طائرات، في الشرق الأوسط ومحيطه، في مسعى لردع إيران ووكلائها من شن هجمات من شأنها أن تتطور الى حرب شاملة في الشرق الأوسط. وأشار الموقع الإخباري الأمريكي إلى أن البحرية الأمريكية تواجه ظروفاً صعبة، وهي تنشر بوارجها في البحر الأحمر، وخليج عدن لمنع ميليشيا الحوثيين من استهداف الملاحة التجارية، وإسرائيل. وإضافة الى حاملتي الطائرات العاملتين في المنطقة، أضافت واشنطن سرباً من مقاتلات F-22، والغواصة يو اس اس جورجيا المدججة بصواريخ موجهة. وهي تعمل بوقود الطاقة النووية. ونقل أكسيوس عن مدير مركز معهد هدسون للأفكار الدفاعية والتكنولوجيا بريان كلارك قوله إن الولايات المتحدة حشدت أخيراً أكثر من 800 صاروخ من طراز توماهوك لمهاجمة إيران، علاوة على أكثر من 100 طائرة حربية للدفاع عن إسرائيل. وهو حشد للقوة يثير قلق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، التي تعتبره خصماً من الجهود التي ينبغي أن تبذلها القوات الأمريكية لحماية المصالح الأمريكية في منطقتي المحيطين الهادي والهندي، مسرح المنافسة الرئيسي مع الصين.