فيما يجري المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية كاملا هاريس الاستعدادات والتدريبات للمناظرة المقررة غداً (الثلاثاء)، كشف استطلاع للرأي على المستوى الوطني للناخبين المحتملين لصحيفة «نيويورك تايمز» وكلية سيينا، اليوم (الأحد) تقدم ترمب على هاريس بنسبة 48% مقابل 47%، ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع الذي بلغ 3 نقاط مئوية ولم يتغير إلى حد كبير عن استطلاع أجرته صحيفة «تايمز» وكلية سيينا أواخر يوليو بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن عن محاولته إعادة انتخابه.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن نحو 20 شخصاً مقرباً من المرشحين أن هاريس تختبئ منذ 5 أيام في أحد فنادق مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا وتُجري تدريبات مكثفة على المناظرة استعداداً للمواجهة، وجهّز فريقها مسرحاً وإضاءة تُحاكي أجواء البث التلفزيوني، فيما ارتدى أحد المستشارين بدلة واسعة وربطة عنق طويلة، متقمصاً شخصية ترمب بأسلوب تمثيلي كامل على طريقة المخرج الأمريكي الراحل لي ستراسبرج.
فيما اعتمدت تحضيرات ترمب على أسلوب أكثر ارتجالية، إذ وصف فريقه هذه الجلسات التحضيرية بأنها «وقت السياسة» بدلاً من مجرد التحضير لمناظرة، وذلك بهدف تذكيره بسجله، ولم يؤدِ أحد دور هاريس. وفي بعض الأحيان، يجلس مساعدو ترمب على طاولة طويلة مقابلة له، ويتبادلون الأسئلة، وأحياناً أخرى يجلس بالقرب منهم. وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن النائب مات جيتس (من فلوريدا) تولى طرح الأسئلة الصعبة عليه، بما في ذلك المواضيع غير المريحة مثل إداناته الجنائية.
وعقد ترمب عدداً قليلاً من هذه الجلسات، وقطع إحداها في فندقه بمدينة لاس فيغاس، ليصعد إلى جناحه مع مستشاريه لمشاهدة خطاب هاريس في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
وأفادت الصحيفة أن أولوية هاريس تتمثل في إثارة غرائز ترمب الأكثر تدميراً للذات، إضافة إلى تقديم نفسها بشكل هادئ يعكس صورة رئاسية، ويطالب مستشارو المرشحة الديمقراطية أن تكون هادئة وألا تُستفز، بل يجب عليها استفزازه.
ويعي مستشارو دونالد ترمب، وفقاً للصحيفة، تماماً خطورة ظهوره بصورة عدوانية مفرطة، كما حدث في مناظرته الأولى «الكارثية» مع الرئيس جو بايدن في انتخابات 2020، عندما عانى الرئيس السابق من تعرق شديد وقطع حديث منافسه بشكل مستمر، بينما كان مصاباً بفايروس كورونا.
ويخشى مستشارو الرئيس السابق من أن لا يستطيع منع نفسه من إظهار ازدرائه العميق لهاريس، أو من الظهور وكأنه يلقي محاضرة على خصمه.