اشتعلت العاصمة بيروت لمدة أربعين دقيقة بالإطارات المشتعلة وذلك بعدما أقدم رئيس مجلس الوزراء على عقد «جلسة مفاجئة» لمجلس الوزراء عند الساعة الثالثة عصر اليوم (الأربعاء)، والتي كانت قد أرجأت أمس (الثلاثاء) على خلفية قطع العسكريين المتقاعدين لكل الطرق المؤدية إلى السراي الحكومي.
فتحرك قسم من العسكريين باتجاه منزله في مدينة طرابلس وأشعلوا الإطارات، فيما القسم الأكبر توجه إلى السراي الحكومي في بيروت وأقفلوا كل المداخل المؤدية إليها، وتوجه آخرون إلى منزل ميقاتي في بيروت لرفع الصوت من هناك على اعتبار أنه يرفض الاستماع إلى مطالبهم المحقة.
واعتبر «حراك المتقاعدين العسكريين» في بيان أن عقد الجلسة دون الإعلان عنها مسبقا، إنما يدل على نوايا سيئة تحضرها الحكومة وتحديدا رئيسها ضد حقوق المتقاعدين العسكريين.
وشدد المتقاعدون في بيانهم بالقول: هناك مؤامرة مسبقة وكل ما قيل حول إنصافنا هو كذب، وندعو الوزراء إلى وقف هذه المهزلة، داعين جميع المتقاعدين العسكريين إلى أعلى جهوزية اعتبارا من هذه اللحظة، وإعلان حالة طوارئ مفتوحة.
وأعلن الحراك أنه يعقد اجتماعات وتواصلا مستمرا، وما سيحصل سيفاجئ الحكومة، وسيكون التحرك على نطاق واسع في الأماكن التي تهز مضاجعهم.. حد زعم البيان.
من جهته، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل الجلسة، استغرابه من الاحتجاجات التي حصلت أمام السراي، وقال: إننا في صدد اتخاذ إجراءات مؤقتة تقضي بإعطاء العاملين في القطاع العام مساعدة اجتماعية، إلى حين إقرار الموازنة في مجلس النواب، لافتاً إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات وقرارات أساسية تتعلق بحقوق العاملين في القطاع العام، والزيادات المطروحة للمدنيين والعسكريين الحاليين والمتقاعدين موجودة ضمن مشروع الموازنة.
وتطرق ميقاتي بالمقابل إلى وجوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، رافضاً التعايش مع وضعية الشغور الرئاسي، ومحذراً من تحولها إلى حالة فراغ مهدد للاستقرار الدستوري.
وأدان رئيس الحكومة استمرار العدوان الإسرائيلي للشهر الحادي عشر واستهدافه المدنيين والطواقم الطبية والدفاع المدني، معلناً إبلاغ بلاده سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأنه سيتقدم بشكوى جديدة إلى المجلس بهذا الشأن، معرباً عن أسفه لأن هذه الشكاوى تذهب إلى الأدراج ولم يتم متابعتها كما يجب.