كشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن الولايات المتحدة أرسلت معدات عسكرية «غير صالحة للاستعمال» إلى جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، تتضمن «دروعا متعفنة وذخيرة منتهية الصلاحية».وعلى خلفية حساسية ملف الدعم العسكري الأمريكي لتايوان، وإدارة التوازن في العلاقة بين واشنطن وبكين، فإن وصول معدات عسكرية وذخائر فاسدة إلى تايوان، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الأمر من قبيل «الحفاظ على شعرة معاوية» مع الصين، أم أنه مجرد خطأ بشري؟
وبحسب الصحيفة، فقد تعرضت المعدات العسكرية الأمريكية لتايوان لأضرار ناجمة عن المياه خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى مارس 2024، حيث ظلت في ميناء الشحن الجوي طوال تلك الفترة قبل إرسالها إلى تايوان.
ووفق موظفين في المعهد الأمريكي في تايوان، فإن المعدات كانت «مُبللة بالكامل ومليئة بالعفن».
وزارة الدفاع التايوانية أفادت من جانبها بأنها تلقت نحو 2.7 مليون طلقة ذخيرة من الولايات المتحدة، وأن موضوع المعدات والذخائر الفاسدة «قيد المراجعة والمعالجة بشكل مشترك من قبل كل من تايوان والولايات المتحدة».
وذكرت الصحيفة، أن تسليم المعدات العسكرية بتلك الحالة، أوجد تكاليف إضافية على السلطات في تايوان، وأسابيع من تفريغ وتجفيف وجرد العناصر الرطبة والعفنة، مؤكدة أن تلك المعدات غير القادرة على أداء المهمات، ما يعيق قدرة وزارة الدفاع على تحقيق أهداف التعاون الأمني المحددة وقد يؤدي إلى فقدان ثقة الشركاء في الولايات المتحدة.
ويسمح قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023 للرئيس الأمريكي سحب ما يصل إلى مليار دولار من مخزون «البنتاغون» الحالي لتقديم المساعدة العسكرية لتايوان. وفي يوليو من العام الماضي وافق بايدن على تقديم معدات عسكرية بقيمة 345 مليون دولار لتايوان. من جانبها، أعلنت بكين في أبريل الماضي معارضتها بشدة تقديم مساعدات عسكرية أمريكية لتايبه (عاصمة تايوان)، ودعت الولايات المتحدة الوفاء بالتزامها بعدم دعم «استقلال تايوان» بإجراءات ملموسة، والتوقف عن تسليحها بأي شكل من الأشكال.وألغت الولايات المتحدة اعترافها بتايوان في عام 1979، لكنها حافظت على استثمارات متصاعدة فيها، وبدأت دعمها عسكريا، ما أثار توترا في العلاقات مع بكين، وجدلا حتى داخل الولايات المتحدة، من أثر هذا الدعم على العلاقات مع الصين.