كشف اغتيال حسن نصرالله حجم الاختراق الإسرائيلي لصفوف الجماعة اللبنانية، ما أدى إلى شل منظومة اتصالاتها وتدمير مواقع الأسلحة وتصفية كبار القادة والقضاء على القيادة العسكرية العليا.
وبحسب وكالة «رويترز» فقد تحدثت مع أكثر من 12 مصدراً في لبنان وإسرائيل وإيران وسورية وقدموا تفاصيل عن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بحزب الله بما في ذلك خطوط إمدادها وهيكلها القيادي، وذلك قبل أيام من مقتل نصرالله وفي الساعات التي تلت ذلك.
وقال مصدر مطلع لـ«رويترز» قبل أقل من 24 ساعة من الضربة: إن إسرائيل أمضت 20 عاماً في تركيز جهود المخابرات على حزب الله ويمكنها استهداف نصرالله عندما تريد وحتى وإن كان في مقر الجماعة.
ووصف المصدر المعلومات الاستخباراتية بأنها ممتازة، من دون سرد تفاصيل.
وأفاد مسؤولان إسرائيليان بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودائرته المقربة من الوزراء منحوا الموافقة على الهجوم، (الأربعاء)، ووقعت الضربة بينما كان نتنياهو في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب المصدر، فقد تجنب نصرالله الظهور العلني منذ حرب 2006 وأخذ حذره لفترة طويلة وكانت تحركاته محدودة ودائرة الأشخاص الذين يقابلهم صغيرة للغاية، وفقاً لمصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصرالله. وأضاف المصدر أن الاغتيال يشير إلى أن جماعته اخترقها جواسيس لصالح إسرائيل.
ونقلت «رويترز» عن مصدر أمني مطلع قوله: قبل أسبوع إن نصرالله بات أكثر حذراً من المعتاد منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر خشية أن تحاول إسرائيل قتله، واستدل المصدر على ذلك بغيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب أذيع قبل أيام قليلة.
وفي رأي الخبير المخضرم في شؤون حزب الله بجامعة الدفاع السويدية ماجنوس رانستور، فإن ما حدث يمثل ضربة هائلة وفشلاً استخباراتياً لحزب الله، علموا أنه كان يعقد اجتماعاً مع قادة آخرين وهاجموه على الفور.
وإلى جانب نصرالله، أكد الجيش الإسرائيلي إنه قضى على ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في حزب الله هذا العام وقُتل معظمهم في الأسبوع الماضي. وقاد هؤلاء وحدات تراوح من فرقة الصواريخ إلى قوة الرضوان وحدة النخبة العسكرية بالجماعة.
يذكر أن نحو 1500 من مقاتلي حزب الله تعرضوا لإصابات وتشوهات نتيجة انفجارات أجهزة «البيجر والوكي-توكي» يومي 17 و18 سبتمبر.
وأفصح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني في إفادة، (السبت)، أن الجيش حصل على معلومات في الوقت الفعلي حول اجتماع نصرالله مع قادة آخرين. ولم يذكر شوشاني كيف علموا بذلك لكنه قال إن القادة اجتمعوا للتخطيط لشن هجمات على إسرائيل.
وأفاد البريجادير جنرال عميحاي ليفين قائد قاعدة حتسريم الجوية الإسرائيلية للصحفيين بأن عشرات الذخائر أصابت الهدف خلال ثوانٍ. وأضاف: «العملية كانت معقدة وتم التخطيط لها منذ فترة طويلة».