قال تعالى: «كلّ نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون». وقال تعالى: «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» وقال تعالى: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة».
فقد الوطن قبل أيام رجلا من رجالاته وعموداً من أساسات حكمه، ونبيلا من نبلائه، أميراً جمع كل الصفات، التى يتّسم بها الحاكم، عاش ومات وهو يحمل على كاهله هموم وطنه ومواطنيه، مات صاحب القلب الكبير الحاني والعطوف، الذي كان يعيش أوجاع وآلام المحتاج، ويسدّ رمق الجائع، والفقير حتى زاده الله من خيره، وأوسع في رزقه وفي عمره، كان رحمه الله مضرب المثل في البذل والعطاء بيد معطاءة، وروح خلاقة، عايشته من قرب، ولم أعرفه من بعْد، إنه الابن الحادي والعشرين من الذكور لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه) صاحب السمو الملكي الأمير الراحل تركي بن عبدالعزيز آل سعود الذي تشرفّت بمعرفته في بداية السبعينات الميلادية، فكان تلك الفترة نعْم السند والعضيد، وعوناً بعد الله لإخوانه ملوك وأمراء بلادنا الغالية، مخلصاً بكل معاني الإخلاص، لم يعرف التعالي، كان الراحل متواضعاً بكل معاني التواضع، يحمل داخله قلباً رقيقاً، وكما قلت مزروعاً بداخله هموم وطن ساهم في تنميته وتطوره وأمنه واستقراره حتى وهو بعيد عنه، ساهم وبحنكة الرجال الأوفياء في الحفاظ على رفْعته والتفاني من أجله والحفاظ على حدوده عندما شرُف بتعيينه نائباً للراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران حينذاك (رحمهما الله)، فكان اليد اليمنى والقوي الأمين لسموه، ينفّذ توجيهات القيادة وتوجيهاته ويتمتّع بصفاته. وأتذكّر أنني سعدت مرات عديدة بمرافقة سموه (رحمه الله) في رحلات صحفية كمندوب صحفي لصحيفة «عكاظ» لتغطية تلك الزيارات للمنطقة الجنوبية وغيرها من مناطق بلادنا الغالية لتفقد المناطق العسكرية بها، كانت تلك الزيارات لجنودنا البواسل لشحذ الهمّة والعزيمة والتضحية من أجل دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وكانت تترك الأثر الكبير في نفوسهم، وكانت لهذه الزيارات نتائج في التحديث والتطوير والتسليح، بل وتصل لحلّ كل معاناتهم الخاصة وحلّ أمورهم المادية وترفع من روحهم المعنوية المتأصلة في كل فرد منهم بحمد الله، حتى اليوم وعندما غادر المنصب كنائب لسمو وزير الدفاع، لم يترك التواصل مع محبيه بل زادت محبته لما زرعه من إرث عظيم بينهم، ففتح قلبه ومنزله في جدة بجلسة أسبوعية يستقبل فيها المواطن العادي ورجال الأعمال والفكر والثقافة والإعلام، وكنت كلما زرت مدينتي المحببّة (جدة) أحرص على أن أكون أحد روادها ولا أتذكّر أنني حضرت جلسة إلا ومعي طلب إن لم تكن طلبات للمحتاجين لمساعدة سموه شفاعة كانت أو ماديّة، ويشهد الله أنني لو قرأت يوما على وجهه ضيقاً أو تذمراً لما قدّمتها له، بل أحيانا (رحمه الله) ومن بساطته وعلّو أخلاقه وسعة صدره وكرمه يتجاوب ويوجه إما بخطاب شفاعة أو مستشفى أو مساعدة ماديّة، بل كان (رحمه الله) يذكّرني قبل أن نغادر المكان «عندك شيء يا عبدالله».
حرّ إذا جئته يوماً لتسأله
أعطاك ما ملكت كفّاه واعتذرا
يُخفي صنائعه والله يظهرها
إن الجميل أذا أخْفيته ظهرا
وتأكيداً لما ذكرت استسمح ابنه الوفيّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز للاستشهاد ببعض ممّا كتبه وهو يتحدّث بنبرة حزن عن عمّه الراحل الكبير: «كان أكرم الناس خلقاً، وأوسعهم قلباً، لم أسمع عنه يوماً أنّه رد سائلاً أو محتاجاً في ظرف، وأشهد الله أنني وقفت على حالات لا أحصيها قدّم فيها (رحمه الله وغفر له) حاجة النّاس على حاجاته» انتهى. هذا هو تركي بن عبدالعزيز الأمير الإنسان الذى يسأل عن من غاب عن مجلسه، ويتصل بالجميع من أفراد مجتمعه، مطمئناً ومواسياً، مشاركاً في أفراحهم وأتراحهم، أينما كان ورحل، ولعلّي أتذكر أنه عندما كان في إحدى زياراته (رحمه الله) للرياض، يكون له أيضا جلسة أسبوعية لا أغيب عن معظمها وأتذكّر في إحداها أخبرت سموه بأن الأهل الآن أخبروني بأنني رزقت بمولود جديد وطلبت منه (رحمه الله) تسميته فأسماه «تركي» قال الحضور: نعم الاختيار!
ذكريات وذكريات قديمة ومواقف مشرّفة قديمة منها الشخصية والصحفية عديدة، ذكرت بعضاً منها، وركزّت على الخيري منها والعملي، ومهما تحدّثت عن الراحل الكبير لم ولن أوفيه حقّه، مهما كتبت وسطّرت، رحم الله وغفر للأمير تركي بن عبدالعزيز، رحمة الأبرار، فكان رجل الرجل.. والمواقف.. وعنوان الإنسانية.. وفقيدنا جميعا.. وأختتم بقول الشاعر:
وأرى الحياة لذيذة بحياته
وأرى الوجود مشرفا بوجوده
ولو انني خُيرت من دهري المُنى
لاخْترت طول بقائه وخلوده
من القلب أحرّ التعازي باسمي وكل مواطني الوطن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله وأمدّ في عمره) ولأشقاء وشقيقات الفقيد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والأميرات ولأبنائه وبناته وللأسرة المالكة وكلّ محبيه وكلّنا لها.. وكم دنيانا قصيرة «إنا لله وإنا إليه راجعون».
فقد الوطن قبل أيام رجلا من رجالاته وعموداً من أساسات حكمه، ونبيلا من نبلائه، أميراً جمع كل الصفات، التى يتّسم بها الحاكم، عاش ومات وهو يحمل على كاهله هموم وطنه ومواطنيه، مات صاحب القلب الكبير الحاني والعطوف، الذي كان يعيش أوجاع وآلام المحتاج، ويسدّ رمق الجائع، والفقير حتى زاده الله من خيره، وأوسع في رزقه وفي عمره، كان رحمه الله مضرب المثل في البذل والعطاء بيد معطاءة، وروح خلاقة، عايشته من قرب، ولم أعرفه من بعْد، إنه الابن الحادي والعشرين من الذكور لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه) صاحب السمو الملكي الأمير الراحل تركي بن عبدالعزيز آل سعود الذي تشرفّت بمعرفته في بداية السبعينات الميلادية، فكان تلك الفترة نعْم السند والعضيد، وعوناً بعد الله لإخوانه ملوك وأمراء بلادنا الغالية، مخلصاً بكل معاني الإخلاص، لم يعرف التعالي، كان الراحل متواضعاً بكل معاني التواضع، يحمل داخله قلباً رقيقاً، وكما قلت مزروعاً بداخله هموم وطن ساهم في تنميته وتطوره وأمنه واستقراره حتى وهو بعيد عنه، ساهم وبحنكة الرجال الأوفياء في الحفاظ على رفْعته والتفاني من أجله والحفاظ على حدوده عندما شرُف بتعيينه نائباً للراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران حينذاك (رحمهما الله)، فكان اليد اليمنى والقوي الأمين لسموه، ينفّذ توجيهات القيادة وتوجيهاته ويتمتّع بصفاته. وأتذكّر أنني سعدت مرات عديدة بمرافقة سموه (رحمه الله) في رحلات صحفية كمندوب صحفي لصحيفة «عكاظ» لتغطية تلك الزيارات للمنطقة الجنوبية وغيرها من مناطق بلادنا الغالية لتفقد المناطق العسكرية بها، كانت تلك الزيارات لجنودنا البواسل لشحذ الهمّة والعزيمة والتضحية من أجل دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وكانت تترك الأثر الكبير في نفوسهم، وكانت لهذه الزيارات نتائج في التحديث والتطوير والتسليح، بل وتصل لحلّ كل معاناتهم الخاصة وحلّ أمورهم المادية وترفع من روحهم المعنوية المتأصلة في كل فرد منهم بحمد الله، حتى اليوم وعندما غادر المنصب كنائب لسمو وزير الدفاع، لم يترك التواصل مع محبيه بل زادت محبته لما زرعه من إرث عظيم بينهم، ففتح قلبه ومنزله في جدة بجلسة أسبوعية يستقبل فيها المواطن العادي ورجال الأعمال والفكر والثقافة والإعلام، وكنت كلما زرت مدينتي المحببّة (جدة) أحرص على أن أكون أحد روادها ولا أتذكّر أنني حضرت جلسة إلا ومعي طلب إن لم تكن طلبات للمحتاجين لمساعدة سموه شفاعة كانت أو ماديّة، ويشهد الله أنني لو قرأت يوما على وجهه ضيقاً أو تذمراً لما قدّمتها له، بل أحيانا (رحمه الله) ومن بساطته وعلّو أخلاقه وسعة صدره وكرمه يتجاوب ويوجه إما بخطاب شفاعة أو مستشفى أو مساعدة ماديّة، بل كان (رحمه الله) يذكّرني قبل أن نغادر المكان «عندك شيء يا عبدالله».
حرّ إذا جئته يوماً لتسأله
أعطاك ما ملكت كفّاه واعتذرا
يُخفي صنائعه والله يظهرها
إن الجميل أذا أخْفيته ظهرا
وتأكيداً لما ذكرت استسمح ابنه الوفيّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز للاستشهاد ببعض ممّا كتبه وهو يتحدّث بنبرة حزن عن عمّه الراحل الكبير: «كان أكرم الناس خلقاً، وأوسعهم قلباً، لم أسمع عنه يوماً أنّه رد سائلاً أو محتاجاً في ظرف، وأشهد الله أنني وقفت على حالات لا أحصيها قدّم فيها (رحمه الله وغفر له) حاجة النّاس على حاجاته» انتهى. هذا هو تركي بن عبدالعزيز الأمير الإنسان الذى يسأل عن من غاب عن مجلسه، ويتصل بالجميع من أفراد مجتمعه، مطمئناً ومواسياً، مشاركاً في أفراحهم وأتراحهم، أينما كان ورحل، ولعلّي أتذكر أنه عندما كان في إحدى زياراته (رحمه الله) للرياض، يكون له أيضا جلسة أسبوعية لا أغيب عن معظمها وأتذكّر في إحداها أخبرت سموه بأن الأهل الآن أخبروني بأنني رزقت بمولود جديد وطلبت منه (رحمه الله) تسميته فأسماه «تركي» قال الحضور: نعم الاختيار!
ذكريات وذكريات قديمة ومواقف مشرّفة قديمة منها الشخصية والصحفية عديدة، ذكرت بعضاً منها، وركزّت على الخيري منها والعملي، ومهما تحدّثت عن الراحل الكبير لم ولن أوفيه حقّه، مهما كتبت وسطّرت، رحم الله وغفر للأمير تركي بن عبدالعزيز، رحمة الأبرار، فكان رجل الرجل.. والمواقف.. وعنوان الإنسانية.. وفقيدنا جميعا.. وأختتم بقول الشاعر:
وأرى الحياة لذيذة بحياته
وأرى الوجود مشرفا بوجوده
ولو انني خُيرت من دهري المُنى
لاخْترت طول بقائه وخلوده
من القلب أحرّ التعازي باسمي وكل مواطني الوطن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله وأمدّ في عمره) ولأشقاء وشقيقات الفقيد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والأميرات ولأبنائه وبناته وللأسرة المالكة وكلّ محبيه وكلّنا لها.. وكم دنيانا قصيرة «إنا لله وإنا إليه راجعون».