لا يمكن تناول سيرة الأمير محمد الفيصل الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس، دون التطرق إلى مجالين برز فيهما، وخدم من خلالهما الوطن والمواطن، الأول حرصه على توفير المياه العذبة في البلاد والثاني ريادته في الاقتصاد الإسلامي، ابن الفيصل كان امتدادا لمدرسة والده رجل الدولة، وصاحب المبادرات التاريخية.
خرج الفقيد للدنيا في الطائف قبل 80 عاما، وأحرز كثيرا من التفوق في مسيرته العلمية، التحق بجامعة منلو بولاية كاليفورنيا الذي تخرج فيها بشهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال في عام 1964، كأحد أوائل الأمراء الذين تخرجوا بشهادة جامعية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأ حياته العملية عندما تولى منصب رئيس مطار الرياض القديم في عام 1379 حتى عام 1387، ثم جرى تعيينه وكيل وزارة الخارجية حتى عام 1391، وفي نفس العام تولى منصب أمين مؤسسة الفيصل وبقي فيها إلى عام 1396 عندما قرر تركها، تلاها تعيينه في منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة في عهد الملك خالد.
ولعل اهتمامه بالمصرفية الإسلامية كان خلف إنشائه بنك فيصل الإسلامي بعد اجتماعه عام 1977، في سويسرا برفقة الدكتور عبدالعزيز حجازي والدكتور إبراهيم كامل الذي شكل النواة الأولى في هذا المشروع الضخم الذي بدأ في التوسع منذ ذلك الحين، ولم تكن الفكرة وحدها كافية للتطبيق بل احتاجت لعنصر توافر في الأمير محمد الفيصل وهي الفعالية النشطة التي لم تدع هذا الملف حبيسا للأدراج، ثم تفرغ لأعماله الخاصة حيث توسعت أنشطته الاستثمارية كبنك فيصل الإسلامي المصري في القاهرة ومصرف فيصل الإسلامي في المنامة وبنك فيصل السودان، وبنك فيصل المحدود بباكستان، وأسس شركة دار المال الإسلامي، وغيرها من الشركات والبنوك في العالم الإسلامي.
وعاش الراحل رحمه الله قصة كفاح مع توفير المياه العذبة للمملكة التي تفتقد لأي نهر أو موارد طبيعية لها، فعندما ازداد الشعور بصعوبة الحصول على المياه العذبة في السعودية، وتطور هذه المشكلة المستعصية، بدأت الحكومة في بحث كافة الخيارات والأساليب للتغلب على هذا العائق، مثل تلقيح السحب، والمطر الصناعي، إلى نقل مياه أنهر قريبة كالسند، والنيل بالبواخر، أو من بعض الجزر الأفريقية، وبالأنابيب من تركيا والعراق، وجلب جبال الجليد من القطب الشمالي إلى شواطئ المملكة، آنذاك برز اسم الأمير محمد الفيصل في إدارة هذا الملف، ولأن الأمير كثير الاجتماع مع والده الملك فيصل، تهيأت له الفرص في تجاذب أطراف الأحاديث وطرح الأفكار حول الممكن والمستحيل في بدائل الحلول المتاحة لحل مشكلة المياه في السعودية، ومن تلك الاجتماعات تمخضت لجنة كانت من نتائجها إقرار مشروع تحلية مياه البحر، بناء على زيارات عدة نفذها الأمير محمد الفيصل لبعض محطات التحلية الصغيرة الحجم. وبالفعل أنشئت إدارة لتحلية مياه البحر في وزارة الزراعة والمياه في عام 1385هـ، وأسندت مهمة هذه الإدارة للأمير محمد الفيصل، وبدأت في أخذ خطوات أولية من دراسة للجدوى وإعداد للبحوث والدراسات في مجال التحلية والمياه، وتحولت هذه الإدارة إلى وكالة ثم إلى مؤسسة عامة في 1394ه ومنها بدأت الخطوات الجادة لإنشاء محطات لتحلية المياه المالحة، وبعد الانتهاء من كل الدراسات عن مصادر المياه العذبة في السعودية وفي المناطق المحيطة بها، ومقارنة البدائل الخارجية المتاحة للخروج بحل جذري لمشكلة نقص المياه العذبة في السعودية، وجد أن تحلية المياه هو الحل الأمثل، ويعود ذلك لجهود مستمرة من الأمير الراحل، الذي ما زلنا نعيش نتائج هذا الخيار الإستراتيجي حتى اليوم.
وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، استقبل في منزله بجدة مساء أمس (السبت)، عددا من الأمراء، والمسؤولين، ومديري الإدارات الحكومية، والقضاة، وقادة القطاعات العسكرية والأمنية، وجموعاً من الأهالي؛ الذين قدموا واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فيصل.
خرج الفقيد للدنيا في الطائف قبل 80 عاما، وأحرز كثيرا من التفوق في مسيرته العلمية، التحق بجامعة منلو بولاية كاليفورنيا الذي تخرج فيها بشهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال في عام 1964، كأحد أوائل الأمراء الذين تخرجوا بشهادة جامعية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأ حياته العملية عندما تولى منصب رئيس مطار الرياض القديم في عام 1379 حتى عام 1387، ثم جرى تعيينه وكيل وزارة الخارجية حتى عام 1391، وفي نفس العام تولى منصب أمين مؤسسة الفيصل وبقي فيها إلى عام 1396 عندما قرر تركها، تلاها تعيينه في منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة في عهد الملك خالد.
ولعل اهتمامه بالمصرفية الإسلامية كان خلف إنشائه بنك فيصل الإسلامي بعد اجتماعه عام 1977، في سويسرا برفقة الدكتور عبدالعزيز حجازي والدكتور إبراهيم كامل الذي شكل النواة الأولى في هذا المشروع الضخم الذي بدأ في التوسع منذ ذلك الحين، ولم تكن الفكرة وحدها كافية للتطبيق بل احتاجت لعنصر توافر في الأمير محمد الفيصل وهي الفعالية النشطة التي لم تدع هذا الملف حبيسا للأدراج، ثم تفرغ لأعماله الخاصة حيث توسعت أنشطته الاستثمارية كبنك فيصل الإسلامي المصري في القاهرة ومصرف فيصل الإسلامي في المنامة وبنك فيصل السودان، وبنك فيصل المحدود بباكستان، وأسس شركة دار المال الإسلامي، وغيرها من الشركات والبنوك في العالم الإسلامي.
وعاش الراحل رحمه الله قصة كفاح مع توفير المياه العذبة للمملكة التي تفتقد لأي نهر أو موارد طبيعية لها، فعندما ازداد الشعور بصعوبة الحصول على المياه العذبة في السعودية، وتطور هذه المشكلة المستعصية، بدأت الحكومة في بحث كافة الخيارات والأساليب للتغلب على هذا العائق، مثل تلقيح السحب، والمطر الصناعي، إلى نقل مياه أنهر قريبة كالسند، والنيل بالبواخر، أو من بعض الجزر الأفريقية، وبالأنابيب من تركيا والعراق، وجلب جبال الجليد من القطب الشمالي إلى شواطئ المملكة، آنذاك برز اسم الأمير محمد الفيصل في إدارة هذا الملف، ولأن الأمير كثير الاجتماع مع والده الملك فيصل، تهيأت له الفرص في تجاذب أطراف الأحاديث وطرح الأفكار حول الممكن والمستحيل في بدائل الحلول المتاحة لحل مشكلة المياه في السعودية، ومن تلك الاجتماعات تمخضت لجنة كانت من نتائجها إقرار مشروع تحلية مياه البحر، بناء على زيارات عدة نفذها الأمير محمد الفيصل لبعض محطات التحلية الصغيرة الحجم. وبالفعل أنشئت إدارة لتحلية مياه البحر في وزارة الزراعة والمياه في عام 1385هـ، وأسندت مهمة هذه الإدارة للأمير محمد الفيصل، وبدأت في أخذ خطوات أولية من دراسة للجدوى وإعداد للبحوث والدراسات في مجال التحلية والمياه، وتحولت هذه الإدارة إلى وكالة ثم إلى مؤسسة عامة في 1394ه ومنها بدأت الخطوات الجادة لإنشاء محطات لتحلية المياه المالحة، وبعد الانتهاء من كل الدراسات عن مصادر المياه العذبة في السعودية وفي المناطق المحيطة بها، ومقارنة البدائل الخارجية المتاحة للخروج بحل جذري لمشكلة نقص المياه العذبة في السعودية، وجد أن تحلية المياه هو الحل الأمثل، ويعود ذلك لجهود مستمرة من الأمير الراحل، الذي ما زلنا نعيش نتائج هذا الخيار الإستراتيجي حتى اليوم.
وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، استقبل في منزله بجدة مساء أمس (السبت)، عددا من الأمراء، والمسؤولين، ومديري الإدارات الحكومية، والقضاة، وقادة القطاعات العسكرية والأمنية، وجموعاً من الأهالي؛ الذين قدموا واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فيصل.