hussamalshikh@
لم يتخيل يوما أن يعمل بهذه المهنة، فذاكرته مثقلة بحكايات جدته، ذكريات قديمة تناوش صدره، بمجرد المرور بجوار هذه البقعة، المليئة بالأساطير المفزعة، والأحداث المخيفة، والمرتبطة بالأشباح والظلمة، ظلت تلازمه طوال سني عمره، حتى صلب عوده، وفهم ما تعنيه كلمة «ميت».
«أبوعماد» دفان في إحدى مقابر جدة، جاء من أقاصي صعيد مصر، باحثا عن رزقه في أرض الله الواسعة، من قرية «الكبش» التابعة لمحافظة «سوهاج» التي لا تخلو «سوالفها» من خرافات أطلقها كبار سن، لأسباب لا يعلمها، فحياته العملية وسط المقابر لم تشهد أيا من تلك الأوهام التي كرستها الفولكلورات الشعبية، ومشاهد السينما الخيالية.
ثمانية أشهر كاملة، قضاها «أبوعماد» في البحث عن عمل يناسب شهادته المتوسطة «دبلوم التجارة»، تحدوه آمال في وظيفة، تدر له دخلا جيدا، قبل أن يحصل على وظيفة «دفان»، التي يصفها بأنها بالكاد توفر لقمة عيش، يطعم بها جسده النحيل، وتسد رمق أبنائه الأربعة، وزوجة تكرهه وتصاب بحالة من الخوف والفزع، كلما تخيلت «أبو العيال» يدفن الأموات.
عمله في هذه المهنة، كان وراء التزامه بالصلاة، ربما إجبارا، حسب قوله، فيومه يبدأ بعد صلاة الفجر، ما يضطره للاستيقاظ في عتمة الليل، لتجهيز المقابر، وعقب الشروق، يشارك زملاءه الفطور، دون أن يفكر في الدقائق الماضية، التي قضاها في دفن إحدى الجثث التي أصيب صاحبها في حادث، لم يتعرف على رأسه من قدميه، سوى بفتح «الكفن» ليتأكد من دفنه باتجاه القبلة. وعن بداياته يقول «أبوعماد»: «سبعة أيام بلياليها، لم أذق طعم الراحة، ومجرد التفكير أني أنام هنا في غرفة ملحقة بالمقبرة، يخطف النوم من عيني، ويحرك الكوابيس التي لم تزل تنتابني بين الحين والآخر. ولكن» أكل العيش مرّ»!
لم يتخيل يوما أن يعمل بهذه المهنة، فذاكرته مثقلة بحكايات جدته، ذكريات قديمة تناوش صدره، بمجرد المرور بجوار هذه البقعة، المليئة بالأساطير المفزعة، والأحداث المخيفة، والمرتبطة بالأشباح والظلمة، ظلت تلازمه طوال سني عمره، حتى صلب عوده، وفهم ما تعنيه كلمة «ميت».
«أبوعماد» دفان في إحدى مقابر جدة، جاء من أقاصي صعيد مصر، باحثا عن رزقه في أرض الله الواسعة، من قرية «الكبش» التابعة لمحافظة «سوهاج» التي لا تخلو «سوالفها» من خرافات أطلقها كبار سن، لأسباب لا يعلمها، فحياته العملية وسط المقابر لم تشهد أيا من تلك الأوهام التي كرستها الفولكلورات الشعبية، ومشاهد السينما الخيالية.
ثمانية أشهر كاملة، قضاها «أبوعماد» في البحث عن عمل يناسب شهادته المتوسطة «دبلوم التجارة»، تحدوه آمال في وظيفة، تدر له دخلا جيدا، قبل أن يحصل على وظيفة «دفان»، التي يصفها بأنها بالكاد توفر لقمة عيش، يطعم بها جسده النحيل، وتسد رمق أبنائه الأربعة، وزوجة تكرهه وتصاب بحالة من الخوف والفزع، كلما تخيلت «أبو العيال» يدفن الأموات.
عمله في هذه المهنة، كان وراء التزامه بالصلاة، ربما إجبارا، حسب قوله، فيومه يبدأ بعد صلاة الفجر، ما يضطره للاستيقاظ في عتمة الليل، لتجهيز المقابر، وعقب الشروق، يشارك زملاءه الفطور، دون أن يفكر في الدقائق الماضية، التي قضاها في دفن إحدى الجثث التي أصيب صاحبها في حادث، لم يتعرف على رأسه من قدميه، سوى بفتح «الكفن» ليتأكد من دفنه باتجاه القبلة. وعن بداياته يقول «أبوعماد»: «سبعة أيام بلياليها، لم أذق طعم الراحة، ومجرد التفكير أني أنام هنا في غرفة ملحقة بالمقبرة، يخطف النوم من عيني، ويحرك الكوابيس التي لم تزل تنتابني بين الحين والآخر. ولكن» أكل العيش مرّ»!