غازي مدني
غازي مدني
-A +A
أنس اليوسف، أحمد الصائغ (جدة)
20_anas@

sayegh122@


رحل مدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقا الدكتور غازي عبيد مدني، مودعا الدنيا إلى مثواه، بعد عطاء حافل ترك من خلاله بصمة مازالت أصداؤها حتى بعد رحيله.

ولا يمكن تناول سيرة الراحل دون التطرق إلى أهم مراحل عمله رجل دولة، والتي برز فيها، وخدم من خلالها الوطن والمواطن، عندما كان مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، من عام 1416 إلى 1424هـ، وقفزت الجامعة خلال تلك الفترة قفزات هائلة، منها إنشاء مجمع طبي مازال يعمل إلى اليوم بكامل طاقته، وإنشاء العديد من الكليات وكراسي الأبحاث، والتوسع في قبول الطلبة في ذلك الحين، وقبلها عمل عميدا لكلية الاقتصاد والإدارة في الجامعة، وعمل وكيلا لوزارة المعارف، وتدرج في مواقع عدة في التعليم العام والعالي.

كما كان امتدادا لمدرسة والده الأديب والمؤرخ الذي عرف بتوثيقه تاريخ المدينة المنورة، عبر مؤلفات عدة، واستلهم من والده حب الصحافة، فالدكتور غازي مدني كان رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة المدينة المنورة للصحافة والنشر سابقاً، والتي سبق أن أسهم والده في تأسيسها.

وعرف باطلاعه الثقافي الواسع، وحبه للمعرفة، إذ تبرع قبل 10 أعوام بمكتبته الخاصة لجامعة الملك عبدالعزيز، التي تضم نحو ثلاثة آلاف كتاب وأوراق بحث من مختلف مشارب المعرفة، ليتاح لمنسوبي الجامعة من طلاب وأساتذة وباحثين الاستفادة منها.

والفقيد شقيق الدكتور نزار مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقا، وعدنان، وثريا، وعصام، ووالد كل من: عبيد، سهى، سحر، لميس، هتون، وأروى، وابن عم إياد مدني الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، وسيوارى جثمانه الثرى في مقبرة بقيع الغرقد بعد الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف عصر اليوم (السبت)، فيما يتقبل ذووه العزاء في المدينة المنورة اليوم في منزل الدكتور أنس أمين مدني خلف مجمع المنارات الطبي شارع سلطانة.

كما تتقبل الأسرة التعازي يومي الأحد والاثنين في منزل ابن الفقيد عبيد في حي الخالدية بجدة أو على جواله 0503013060.

زملاء مدني نعوه ببالغ الحزن والأسى مشيدين بأخلاقه وتعامله الإنساني الرفيع، إذ قال عنه الدكتور خالد الجميح، أحد منسوبي هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز: «الفقيد شهدت منه سمو خلقه وأدبه والتعامل الإنساني الرفيع، وكان في موقعه في الجامعة يتعامل مع كافة أطياف المجتمع بكل حب وتواضع، فحظي باحترامهم وتقديرهم حتى ترجل، وله أعمال وإسهامات في تطوير العديد من الكليات داخل الجامعة».

وأضاف الدكتور محمد الصبان: «فقدنا رجلا كبيرا وعزيزا، شاركنا في هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز وكان من خيرة الزملاء الذين يقتدى بهم في حسن التعامل مع الجميع وبثقافته الواسعة وتأديته عمله بكل حب وإخلاص، حتى أصبح عميدا لكلية الاقتصاد والإدارة وبعدها مديرا للجامعة». وزاد الدكتور فيصل العقيل: «عرفته عندما كان مدير جامعة الملك عبدالعزيز، رجل عملي كان يباشر الأمور بطموح ودون تجهم، كما أنه إداري جيد وشخص منتج، حتى بعد أن تقاعد واصل عمله يكتب وعضو ورئيس العديد من اللجان، وقارئ ومحبوب في الوسط الثقافي والعلمي والأكاديمي».