طالب التقنية نادلاً في أحد مطاعم الباحة. (عكاظ)
طالب التقنية نادلاً في أحد مطاعم الباحة. (عكاظ)
-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_robai@

يعشق عبدالرحمن الزهراني العمل حد العبادة، ويؤمن أن الاعتماد على الذات مدعاة للاكتفاء وحماية ماء الوجه من إحراج الآخرين وإن كانوا آباء أو إخوة أو مقربين، ولذا لم يخجل طالب جامعة الباحة المتخصص في التقنية الحيوية من الانخراط في العمل «نادلاً»، في أحد مطاعم مدينة الباحة منذ الرابعة عصراً حتى الثانية عشرة مساءً.


وأبدى الزهراني لـ«عكاظ» سعادته بعمله في المطعم، ولم يشعر بأي حرج أو خجل اجتماعي من هذه المهنة الشيقة، التي -على حد قوله- وسعت معارفه على شخصيات من طبقات مختلفة، وسمع من الجميع كلمات مديح وإطراء.

وأوضح أنه ينطلق كل صباح بسيارة أبيه إلى مقر جامعة الباحة في محافظة العقيق، وينتهي من محاضراته عند الثالثة بعد الظهر، ليبدأ مع الرابعة عصراً فترة العمل في خدمة زوار المطعم ومرتاديه. متسلحاً بكثير من اللباقة. وترديده بعد انتهاء الزبائن من الأكل عبارة «بيش حابين أضيفكم». الزهراني لا يشتكي من الإرهاق رغم أن فترة الساعات الثماني تقتضي منه الوقوف الطويل.

ويؤكد أنه عشق هذه المهنة، ويطرب للزي المخصص للشغل، ويشتاق لزملائه فريق العمل. لافتاً إلى أنه يتقاضى راتباً شهرياً يصل إلى 3500 ريال، ويطمح إلى إكمال نصف دينه بزفافه إلى خطيبته طالبة الماجستير التي طالما حفزته على الإبداع في عمله.

وذكر الزهراني أنه دفع المهر من راتب المطعم الذي بدأ العمل فيه منذ عام تقريباً. ويتطلع إلى افتتاح مشروع خاص بعد إكماله دراسته الجامعية. ويرى الزهراني أن العمل علاج نفسي، ووسيلة علاقات اجتماعية مع إيمانه التام بضرورة العمل واستعداده لمواصلة ساعات الخدمة كون شهر عمل خيراً من ساعة بطالة.