العلي منكبا على إصلاح إحدى الساعات. (عكاظ)
العلي منكبا على إصلاح إحدى الساعات. (عكاظ)
-A +A
عباس الفقيه (الوجه)
abbasalfakeeh@

يضبط حمزة عبدالرحيم العلي الوقت في محافظة الوجه منذ 70 عاما، بعمله في إصلاح الساعات وصيانتها، إذ بدأ مزاولة هذه المهنة وهو في الـ12 من عمره، حتى استغنى عن وظيفته ليتفرغ للعمل الذي شغف به، وسعى إلى تطويره يوما بعد آخر.


واكتسب حمزة هذه الحرفة من والده الذي كان يعمل بمرفأ محافظة الوجه، وكانت السفن الخديوية تأتي من ميناء السويس كل 15 يوما.

وذكر حمزة أن عمل والده يقتضي التعامل مع البحارة القادمين على متن البواخر، وكان العديد منهم يحضر معه كمية من الساعات يبلغ عددها 20 تقريبا غير أصلية تعمل بالتعبئة ولا تتجاوز قيمة الواحدة منها الريالات الخمسة آنذاك، مبينا أن والده كان يشتريها ليبيعها في دكانه الصغير الذي يقضي فيه جزءا من وقته.

وقال حمزة: «ومن هنا بدأت حكايتي وعشقي لمهنة هندسة الساعات، فاستأذنت من الوالد لمعرفة كيفية عملها، وبعد الموافقة شرعت بفتح واحدة منها بسكين صغيرة لاكتشاف ما بداخلها، ومكثت أُعلِّم نفسي فترة من الزمن»، مبينا أنه توجه إلى جدة قاصدا كبير مهندسي الساعات لتطوير قدراته.

وأضاف: «رحب بي المهندس بعد أن حدثته عن تعلقي وولعي بهندسة الساعات، ولبثت في كنفهِ 15 يوماً تعلمت في أولها سن المفكات وكيفية مسكها، ثم فك وتجميع أجزاء الساعات مثل الرقاص والزنبرك والعقارب والتروس والعداد وتاج التعبئة، وفي آخرها طرق هندسة وإصلاح الساعات»، لافتا إلى أنه أجاد المهنة وبات أهالي الوجه يعتمدون عليه في إصلاح ساعاتهم بدلا من إرسالها إلى جدة.

وأشار إلى أنه يوفر قطع غيار الساعات بالاعتماد على رجل يدعى سالم الحضرمي كان يتردد باستمرار على جدة، ويحضر منها عشرات من الساعات المعطلة، لافتا إلى أنه كان يشتريها منه ويصلح بعضها ويبيعها مستعملة، ويستفيد من قطع غيار الساعات الأخرى.

وألمح إلى أنه حين بلغ الـ20 من عمره توظف في بلدية الوجه أمين صندوق، ورغم ذلك لم ينقطع عن الساعات، وكان يخصص فترة العصر لإصلاحها وبيعها ودخله منها يقارب راتبه الشهري البالغ 350 ريالا.

واعتبر مطلع التسعينات الهجرية مرحلة مهمة ومفصلية في عمله، بافتتاح البنك العقاري الذي اقترض منه، ووسع نشاطه، بإضافة بيع المسجلات والراديوهات مع ساعات الحائط والساعات المنبهة وجلب الثمين منها مثل الرولكس، كارتييه، أوميغا، رادو، ميدو، ويست اند، والسيكو، ليصل دخل اليوم الواحد إلى 15000 ريال، ومع زيادة البيع تقاعدت مبكراً عام 1402هـ لأتفرغ بشكل كامل لمعشوقي الأَوَّلِي.