شارك عشرات الأطفال في وداع شهر رمضان في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف مرددين الأناشيد القديمة «ودعوا يا كرام شهر الصيام، الوداع الوداع يا شهر الله»، في الفعالية التي أحيتها ديوانية قهوة تاروت التراثية. بمشاركة الحاج أحمد المسحر «أبو مجيب» والنهام محمد العباس. وجال أهالي تاروت مساء أمس الأول (الجمعة) في الأزقة والطرقات في تظاهرة احتفالية لوداع شهر رمضان المبارك، وهم يرددون في فرح وسعادة ما يصدح به المسحر من أهازيج وشيلات. وذكر منظم الفعالية محمد الصفار أن الفعالية تهدف لإحياء التراث وربط الأجيال الجديدة بالماضي العريق، وتعريف جيل اليوم بتميز شهر رمضان عن غيره وكيف يحتفي الجميع به قديما فيكون قدومه بشرى خير ورحيله كوداع الأعزاء، لافتا إلى أن فعالية «المسحراتي ووداعية رمضان» هي لتوثيق التقاليد والعادات الرمضانية الأصيلة وتعريفها للنشء. وبين أن المسيرة التي شارك فيها الأطفال، والفتيات، والشباب، وكبار السن انطلقت من قهوة تاروت التراثية أمام مسجد العين الذي يعتبر مدخل ديرة تاروت في أجواء جسدت أسمى ملامح التلاحم بين قيم الجيل القديم بالجديد، لافتا إلى أن المسيرة تؤكد السير على خطى الأجداد وإحياء تقاليدهم، إذ قامت الفتيات بارتداء الجلابيات الخليجية والشباب بلبس الأزياء التقليدية الخاصة حاملين الفوانيس أثناء المشاركة في الفعالية التي تم الاستعداد لها من بداية العشر الأواخر من رمضان. وقال إن فعالية المسحر مستمرة منذ 50 عاما وقد أضيفت لها الوداعية منذ ثلاث سنوات، مبديا أمله بازدهارها بالشكل المطلوب والجميل لإظهار الفرحة والبهجة لدى الأهالي والتعريف بالشهر الفضيل وأهميته، منوها أن المسحّر رغم اختفائه في كثير من المدن والقرى خلال الشهر الفضيل إلا أن وجوده واستمراره في أخرى يضفي على ليالي رمضان نكهة خاصة ومذاقاً فريداً.