في الحب والوفاء، ما أشبه الليلة بالبارحة، لفترة طويلة كانت «أخيرة عكاظ» تزدان أسبوعيا بـ«مداولات» ساخنة للكاتب عبدالله أبو السمح، وها نحن اليوم نودعه بعد أن انتقل إلى جوار ربه صباح الجمعة، أبو السمح الباحث دوما عن «أصدقاء» في كل مرحلة من حياته، ودع رفاقه للمرة الأخيرة، وتنعى «عكاظ» ببالغ الحزن والأسى كاتبها أبو السمح، مقدمةً العزاء لأهله وذويه ومحبيه.
أبو السمح الذي كان يثير الجدل دوما بمقالاته في زاويته الشهيرة «مداولات»، لم يكن يكتب سوى لنفسه، كان حريصا على خدمة مجتمعه، إلا أنه ظل منافحا عن هموم وطنه، حاملا لواء المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بصدق، كان وطنيا جداً، كان اسمه حاضرا على الدوام في كل جدل حول الوطن، ولمصلحة الوطن، ومستقبله.
بدأ مسيرته في المرحلة الجامعية في صحيفة «حراء» مع صالح جمال، واستمر فيها لفترة، ثم انتقل منها عندما أصبحت «حراء» تعرف بـ«الندوة»، وانتقل إلى «البلاد»، إضافة إلى أنه كتب في غالبية الصحف السعودية، وتركزت كتاباته في البدايات على الجانب الأدبي والقصصي، قبل أن يتوقف عن الكتابة لمدة (15) سنة، ثم عاد عبر بوابة «عكاظ»، أصدر أول صحيفة للشرطة في المملكة.
ونعى الزميل جميل الذيابي الفقيد قائلاً:«رحم الله»السمح«عبدالله أبو السمح. كان مثالا للكاتب الصلب في "مداولات" برؤية نابهة ثاقبة. حلق خارج السرب، وغادر يوم جمعة بجوار أطهر بقاع».
اليوم يشهد زملاء السمح على حجم الاستقطاب الذي صنعه بقصد أو دون قصد، حول شخصيته الجدلية والمؤثرة، إذ تناثرت عبارات الوداع والعزاء على شخصه في مواقع التواصل الإجتماعي، إذ نعى الوسط الإعلامي والأدبي الكاتب عبد الله أبو السمح الذي توفي في جدة، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد اللامي وسيدفن بمقبرة الفيصلية.