هالة تروي تجربتها في إحدى الفعاليات. (عكاظ)
هالة تروي تجربتها في إحدى الفعاليات. (عكاظ)
-A +A
محمد الشريف (المدينة المنورة) okaz_online@
سمت على المصاعب روحاً وعلماً وفكراً.. زرعت الإلهام في قلوب الكثيرين.. صنعت مثالاً للشابة السعودية، هالة المرواني ابنة المدينة المنورة، التي عاشت رحلة قصيرة بالدنيا لم تزد على 26 عاماً، لكنها مليئة بالكفاح، حاربت سرطان العظام 3 مرات، حتى وصل إلى رئتها، لم تتوانَ ولو للحظة في أن تكون بالقرب من المصابين بالمرض وتشد من أزرهم، وتهوّن عليهم، حتى انتقلت إلى رحمة الله تعالى.

تسلل السرطان إليها للمرة الأولى عند بلوغها 17 عاماً بالصف الثاني الثانوي، إذ شخص الأطباء انتشار سرطان العظام بساقها، وتم تحويلها للخارج من أجل إكمال عملية العلاج، إلا أن هالة عادت بعد رحلة العلاج فقد كان المرض دافعاً لها لتكون الداعمة القوية لمرضى السرطان ومبتوري الأطراف نفسياً ومعنوياً، وشاركت بفعالية مع فريق المتعافين من مرض السرطان.


اشتد الألم على هالة، واضطر الأطباء لبتر قدمها بعد انتشار السرطان في عظام الساق، وأسست مع إحدى زميلاتها من مبتوري الأطراف مجموعة تطوعية باسم «بالتفاؤل نحيا»، التي تعنى بالأعمال التطوعية في المسجد النبوي، والأعمال الخيرية، ومساعدة الناس بالخدمات الإنسانية. واختيرت هالة لتمثيل طيبة في تطوير الأطراف الصناعية، وحصلت على أفضل قصة إلهام في المدينة المنورة. وبعد رحلة الشفاء والعطاء عاد السرطان مرة أخرى لهالة ولكن برجلها اليمنى، وعاد العلاج الكيميائي، وتساقط شعرها، إلا أنها تشافت، ولم يدم الشفاء طويلاً، إذ ظهر سرطان آخر بالرئة، ورغم العقبات التي وجدتها لم ترَ هالة هذا الامتحان والمرض الذي أصابها إلا أنه محبة من الله لتغيير حياتها الروتينية، ليجعلها طموحة، وهادفة، وملهمة لمن حولها، حتى جعلها سعيدة في سنة واحدة بطباعة كتابها «غيث هالة» وحصولها على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بدرجة امتياز. ساهمت في شفاء المرضى، إذ كانت غيثاً لقلوبهم، وتحفيزاً لهم لمساعدتهم في العلاج، إلا أن الأقدار شاءت أن تنتقل إلى أرحم الراحمين سبحانه.

وقالت مزون الحربي صديقة هالة إنها كانت بارة بوالديها وأهلها، ‏رحلت بعد أن تركت لنا الكثير من دروس الصبر، والابتلاء والمرض، والثقة بالله والطموح والعطاء، رحلت بقلب صابر مطمئن، مشيرة إلى أن من عرف هالة، عرف غيث الحب، والتفاؤل، والإيثار.

وذكرت الكاتبة والإعلامية إبتسام المبارك أنهن كن على موعد قريب ‏لترتيب وتدشين يليق بشخصها واسمها وروحها لكتابها «غيث هالة» في نادي المدينة الأدبي إلا أن الموت كان أسرع. رحم الله هالة رحمة واسعة.