النحال الشمراني يستعرض نوعاً من العسل.
النحال الشمراني يستعرض نوعاً من العسل.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
رمى الأحلام المخملية خلفه، وعمل بالمثل الشعبي القائل: «صنعة بوك لا يغلبوك»، وانطلق أحمد الشمراني إلى مهنة متوارثة، إذ اتفق مع أبيه أن يمنحه الفرصة من خلال إقراضه 100 خليّة نحل، ليذهب إلى أمهات الكتب ومواقع الإنترنت ويطّلع على كل ما يلزم النحال في مشروع تربية النحل وسرعان ما تغلب على التحديات التي تواجه الإنتاج، وداوى الأمراض التي تفتك بالنحل وتقلل من نشاطه خصوصاً في الفترات الانتقالية ما بين الفصول. الشمراني أكد أنه وقع أسيرا للخيالات إثر نيله الشهادة الثانوية، وتوجه للبحث عن وظيفة ولم يجد، وبحث عن وسطاء حتى رضي من الغنيمة بالإياب، وخلال 12 عاماً تطور المهنة وارتقى بها ليضيف إلى الـ100 خلية الممنوحة له من أبيه أكثر من 3900 خلية، حتى غدا من رموز تربية النحل وبيع العسل؛ إذ افتتح المتجر الأول في منطقة الباحة ثم توسعت تجارته وزاد عدد متاجره إلى 5 في جميع أنحاء المملكة، وحصل العام الماضي على المركز الثالث في مسابقة جودة العسل من مهرجان الباحة الدولي.

ولفت الشمراني إلى أن مهنة تربية النحل ليست سهلة، وفيها مشقة كبيرة، بدءا من اختيار صنف النحل، والخلايا المناسبة لكل فصل من السنة، وانتقاء المراعي النوعية من شجر السدر والطلح والسمرة في أودية وشعاب المنطقة والمملكة.


ولا ينكر فضل أبيه، إذ تعلم منه تسكين النحل، وجني العسل، ومواقع المطر، وأفضل زهرة في الأرض، وموسم تفتح الزهور، ولا يتوقف عن الترحال، إذ سرعان ما يشد رحاله إلى الشمال باتجاه حائل ليدرك زهرة الطلح وإلى جنوب المملكة لرعي ثمرة عسل المجرة، وإلى جبال السروات للعسل الصيفي، ولتهامة شتاء لرعي زهور السمر، منوها بضرورة التعامل مع النحل في فصل الشتاء بأساليب مختلفة عن تلك التي تستخدم في فصل الصيف، لكي يحافظ على نشاطه وقوته.