-A +A
عبدالعزيز المشيطي (القريات) Abdulaziz010100@

عقدت ليل أمس الأول أمسيات مسابقة أفلام أبو عجرم بعنوان «غواية الصورة وتأثيرها على الفكر الإنساني» قدمها الدكتور مسفر القحطاني في المركز الحضاري بأبوعجرم بحضور رئيس بلدية أبوعجرم المهندس مشعل بن محمد الحسن، وسط حضور مميز.

وتحدث الدكتور مسفر القحطاني عن الصورة وأنها ليست مشهداً عابراً، بل هي مشهد مؤثر، مضيفا أن الصورة أصبح تناقلها يتم بسرعة شديدة في العالم، وهذا يدل على أن الكلمة لم تعد في يد النخب بل في يد العامة، وأصبح هناك تقارب في هذه القرية الكونية حيث المقاطع من دول مختلفة في أنحاء العالم، وبدأ الناس الاقتراب من الجميع والتحدث عن أفكارهم، هذا التقارب إما أن يشكل تعارفا أو تصادما.

وذكر القحطاني أن الصورة أقدم وسائل التواصل، حيث كان الناس يعتمدون الصورة للتفاهم مع بعضهم، واللغة الهيروغلوفية كانت تعتمد على الصورة، وبدأ الفينيقيون استخدام الأحرف قبل الميلاد، فالبصر أقوى الحواس والصورة يفهمها الصغير والكبير، لذلك يقال ليس من رأى كمن سمع، والصورة قد تكون سببا في اختزال الواقع، وضرب مثالا بالصورة وعجل السامري في القصة التي جسدها الفرنسي نيكولوس 1634.

وبين القحطاني أن التحذير من المصورين الذي جاء بالأحاديث الشريفة هو التصوير، الذي فيه مضاهاة للخالق مثل التماثيل التي تتحول مع الزمن إلى معبودات، وهذا سبب التحريم واليوم الصورة هي المفتاح رقم واحد، حيث ركزت مواقع التواصل الاجتماعي على الصورة بالدرجة الأولى، مستعرضا العدد المتداول من الصور التي يتم تحميلها في اليوم في تطبيق الفيسبوك كمثال، موضحا أن سدس سكان العالم تحت إمبراطورية الفيسبوك، مستعرضا عددا من المواقع والتطبيقات مثل اليوتيوب وإنستغرام وسناب شات، والزيارات المليارية من البشر للمشاهدة والتحميل متحدثا عن إدمان الصورة.

وأفاد بأن السعوديين الأكثر استخداما لسناب شات، والثاني عالمياً في الإنستغرام، والأول عربيا والثاني عالميا في تحميل اليوتيوب، وذكر القحطاني أننا قد نكون رهن هذه الصورة ونكون في وعائها ولا نخرج، والهيمنة على الصورة التي تأتي من شركات التقنية التي تتحكم في اقتصاد العام. مختتما حديثه أن الصورة ميدان جديد للتنافس والصراع والهيمنة ولكن البقاء للأقوى ذكاء وسرعة.