تمكن فريق طبي بمركز العلوم العصبية ممثلاً في قسم جراحة المخ والأعصاب و وحدة مراقبة الصرع بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من انهاء معاناة شاب ثلاثيني من نوبات الصرع المستعصي والمقاومة للعقاقير الطبية المختلفة لأكثر من ١٠ سنوات.
وأوضحت استشاري المخ والاعصاب ورئيسة وحدة مراقبة الصرع الدكتورة هنادي أبو العلا أنه تم استقبال حالة الشاب والمحولة من إحدى مستشفيات مدينة الطائف، حيث كان يعاني من نوبات الصرع المستعصي وبدأت خطة علاج المريض بتنويمه في وحدة مراقبة الصرع وعمل تخطيط الدماغ الخارجي و المتواصل لعدة أيّام بدون أن يتم تحديد بؤرة النشاط الصرعي بدقة.
وأضافت أنه وبعد عمل الفحوصات اللازمة والتي شملت إشاعات مختلفة من رنين مغناطيسي و أشعة نووية والتي هي أيضاً لم تحدد موقع البؤرة بعد، حيث تم مناقشة الحالة مع قسم جراحة المخ والأعصاب وقرر الفريق الطبي بوضع أقطاب تخطيط الدماغ تحت الجافية جراحيًا، والتي استغرقت ما يقارب ست ساعات لتبدأ بعدها مرحلة تسجيل نوبات صرع أخرى والتي استغرقت ستة أيّام لتحديد دقيق لبؤرة النشاط الصرعي، مشيرة إلى أنه هذه الطريقة تعد نقلة نوعية في مجال تشخيص حالات الصرع المستعصي جراحيًا.
وقالت أبو العلا: «تم ولله الحمد تحديد بؤرة الصرع بدقه عالية وبعدها أدخل المريض لغرفة العمليات، حيث استأصل استشاري جراحة المخ والاعصاب الدكتور مبشر أحمد الفص الأمامي الأيمن حيث شاركه طاقم طبي متخصص من قسم التخدير لحالات المخ والأعصاب وكذلك مشاركة رئيس وحدة الفسيولوجيا العصبية الدكتور أسامة شمس وذلك بعمل تخطيط المخ أثناء العميلة مع تحديد المناطق التي لها وظيفة حيوية و مهمة بالفص الأمامي وأهمها منطقة الحركة حتى لا يتم اصابتها جراحيًا، واستغرقت العميلة أكثر من ثمان ساعات تكللت بالنجاح، وبعد مرور أربعة أيّام خرج المريض من المستشفى وحالته مستقرة ولله الحمد ويتمتع بأتم الصحة والعافية».