نجحت إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، في دعم وتمكين المرأة، وزيادة مشاركتها في سوق العمل محلياً من خلال توفير حضانات لأطفال الموظفات السعوديات داخل مقار أعمالهن.
ويمكن القول إن بعض شركات القطاع الخاص كانت أكثر ديناميكية من القطاعات الأخرى، حيث ساهم عدد منها في تأسيس حضانات لأطفال الموظفات وفرت عليهن ميزانية تقدر بـ52 ألف ريال، وهي مدة بقاء أطفالهن في تلك المراكز لـ21 شهراً (من 3 أشهر إلى سنتين).
وأشارت منظمة العمل الدولية، إلى أن توفر حضانات أطفال الموظفات في مقر العمل، لعب دوراً حيوياً في زيادة إنتاجهن، وحسن من أدائهن الوظيفي، وخفف من التحديات التي يواجهنها، خصوصا عندما لا يغطي راتبها الشهري مصاريف الحضانة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للموارد البشرية بإحدى شركات التأمين الطبي طارق العمودي أن فكرة حضانات الأطفال لديهم استبقت القرار الوزاري بست سنوات وتحديداً خلال عام 2011، لإيمانهم أولاً بتمكين المرأة وتوفير الرعاية لأطفال الموظفات، كونهن شركاء في التنمية. وأضاف قائلاً: «نحن سعداء كوننا ندعم خطط الدولة الرامية إلى تمكين عمل المرأة، من خلال وجود حضانة الأطفال، وهو ما يتوافق مع رؤية القيادة الرشيدة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020».
وبين أن الشركة نجحت في تقديم نموذج ذكي لدعم الأمهات الموظفات لديها، من خلال موظفات (سعوديات) مؤهلات، وذوات خبرة متصلة بالعمل مع الأطفال، وتعليمهم السلوكيات الإيجابية، لذلك اشتُرِط عليهن الحصول على شهادات متقدمة في تدريب منهج مونتيسوري المعتمد من وزارة التعليم، إضافة إلى رخصة الإسعافات الأولية، وطرق الإنعاش القلبي الرئوي من أحد القطاعات الصحية المعتمدة، وكذلك شهادة صحية للموظفة تثبت خلوها من الأمراض المعدية، وكذلك التدرّب على تنمية الأطفال والرُضع، وشهادة تدريب في الصحة والسلامة البيئية.
وأكد العمودي وجود فلسفة للحضانة، تقوم على منهج مونتيسوري لتعليم الأطفال من عمر 15 شهراً على الاستكشاف، والاستقلالية؛ لدمجهم اجتماعياً، أمّا من هم دون 3 أشهر فقد صُممت لهم برامج تتناسب مع حاجاتهم الفردية، كما يطبق المركز النسبة الدولية القياسية لعدد الموظفين إلى الأطفال، فكل متخصصة واحدة يقابلها 4 أطفال رُضع.
كما أن هناك مسارات جديدة، تتعلق بتصميم الحضانات، مثل: وجود نظام مراقبة لحماية الأطفال من الأذى والاعتداء، وكراسي إجلائلهم أثناء الطوارئ، والتي يمكن للواحد منها حمل من 4 إلى 6 أطفال مع إمكان الانزلاق عبر السلالم، إضافة إلى وجود نظام تحكم لدخول الحضانة، حيث لا يُسمح إلا للأمهات والموظفين المعنيين بالدخول، وتعد العناية الطبية أحد أهم الملامح حيث يُشرف طبيًّا على أطفال الحضانة على مدار الساعة، وهو من أهم العلامات الفارقة، والمطمئنة للأمهات الموظفات.