«يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت».. تلك الكلمات، كانت آخر تغريدة دونها الإعلامي والكاتب الصحفي وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور نجيب الزامل في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك قبل ساعات من رحيله عن الدنيا، إذ وافته المنية صباح اليوم (السبت) في ماليزيا.
وضج موقع «تويتر» منذ ساعات الصباح الأولى اليوم، بعبارات النعي والعزاء، والدعوات للمولى عز وجل أن يغفر الله للزامل ويسكنه فسيح جناته، مستذكرين مآثر الفقيد، وجهوده المخلصة في تكريس العمل التطوعي، وعباراته ومقولاته التي كانت منارات في التطوع وعمل الخير.
ونعت وزارة الإعلام الدكتور نجيب الزامل، داعية الله له الرحمة والمغفرة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الإعلام: "فقدت الساحة الإعلامية والثقافية الكاتب الكبير نجيب الزامل، الذي كان رائداً أثرى الساحة بفكره وقلمه، وبإنسانيته وعطائه التطوعي. فقد عرفناه زميلاً كريماً، وكاتباً صادقاً، مهموماً بمجتمعه، محباً لوطنه.
غفر الله له وأكرم مثوبته، وأحسن عزاء أسرته وألهمهم الله الصبر والسلوان".
ومن بين من نعوا الفقيد الزامل، مدير المكتب الخاص لولي العهد، رئيس «مركز مبادرات مسك» بدر العساكر، إذ قال: «الأخ الكبير نجيب الزامل، له الصنائع من المعروف، عرفته كريم نفس، وصاحب عطاء، من المؤلم أن أنعيه أو أكتب في غيابه عنه، أتأمل أحاديثه ومقولاته.. وأعرف عمقها، ولا أملك إلا الدعوات له بالرحمه والمغفرة، رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان».
ومجسداً لمنهجه في التعامل، ولمبدأ تعامله في التطوع وعمل الخير، لم يجد الزامل -رحمه الله- أبسط من أن يزين خانة التعريف في صفحته على «تويتر» بعبارة موجزة «يا حبي لكم»، كاشفاً عمق التسامح وحب الآخرين ومساعدتهم، والتطوع في خدمة الجميع، إذ سخر جزءا كبيرا من وقته في عمل الخير والتطوع، ومع أنه لم يكن يعلم بدنو أجله، إلا أنه ربما كان قد استشعره، إذ كانت آخر دعوة دونها في «تويتر» تفاعلا مع أحد المغردين، قوله: «نسأل الله لنا وإياك، أن يجمعنا مع الحبيب المصطفى في رياض الجنة. آمين»، لتنهال الردود على تغريدته بأن يستجيب الله دعاءه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ويجعل كل ما قدمه من تطوع وعمل للخير في ميزان حسناته.
يذكر أن الزامل تلقى تعليمه المبكر في مدارس شركة أرامكو، وتعلم منها وفيها الاعتماد على النفس، وعُيِّنَ عضوا في مجلس الشورى عام 2018، وعُرِف بمناصرته ووقوفه بجانب الشباب، ووفاء لأهل الأحساء أنشأ جمعية تطوعية تضم مجموعة من الشباب والشابات للقيام بالأعمال التطوعية في المحافظة تحت مسمى «فريق أولاد وبنات الأحساء التطوعي».
وتتقدم «عكاظ» بأحر التعازي والمواساة لذوي الفقيد نجيب الزامل، داعية الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه أعالي الجنان، ويربط على قلوب أهله وذويه ومحبيه، ويلهمهم الصبر والسلوان.