صديقي بعثه الوطن خارج حدوده، وصرف عليه الكثير من أجل أن يكتسب معارف جديدة ومهارات عملية، ليعود متوجاً بالشهادات العليا، ويثري بما تعلم قطاعه المحتاج لذلك.
ذهب صديقي بهيئة نعرفها، وعاد بعد خمس سنوات على هيئة أخرى نجهلها! حتى مفردات لسانه تخرج من نصف فمه! منذ عودته من بلاد «برّا» وهو قليلاً ما يتحدث مع الجميع بلغته العربية ولهجته المحلية، حتى «يمه» أصبحت «مامي» و«أبويه» أمست «بابي»! ويستنكف التحدث بلهجته الدارجة المحلية، وكثيراً ما يبدي تذمره ويمط شفتيه للأمام إن سمع أقاربه يتحدثون بها!
وفرحة بعودته، دُعِي لولائم متتابعة من الأهل والأصدقاء والقبيلة، ابتهاجاً بهذه العودة المتوجة بنجاحه، ولمعرفته السابقة بالعادات والتقاليد ومع ذلك يكون رده بالقبول بها (ok) وبعد أن يأكل عشاءه بـ«الشوكة والملعقة» من «المفطح»، يغسل يديه ويجففهما وهو يردد (thank you)!
صاحبنا واجه استغراب الجميع من انسلاخه من قِيَمه المحلية بلا مبالاة، وزاد في «غُربته» الهلامية باستعراضه مصطلحات أجنبية وهو يتحدث في برنامج تلفزيوني استضافه لأول مرة، لا يشاهده إلا العامة من مواطنيه، ومنهم أقاربه، عندما عمم على الجميع عبر قروب التواصل موعد البرنامج. ما اضطر بعضهم بعد صدمتهم إلى البحث عن قناة تلفزيونية مسلية أخرى تنسيهم طلّة صاحبنا!
من أجل ألا نفقده، حاولنا نصحه وإعادته لحضنه الاجتماعي بأسلوب العَشَم، غير أنه «شَخْصَن» العتب، وقرر شطر كلمة «صديقي» نصفين، فترك لنا الشطر الأخير «يقي» واحتفظ بالشطر الأول «الصاد والدال»، في ذهول مِنا وبأمل أن يعود معافى من غربته!
ذهب صديقي بهيئة نعرفها، وعاد بعد خمس سنوات على هيئة أخرى نجهلها! حتى مفردات لسانه تخرج من نصف فمه! منذ عودته من بلاد «برّا» وهو قليلاً ما يتحدث مع الجميع بلغته العربية ولهجته المحلية، حتى «يمه» أصبحت «مامي» و«أبويه» أمست «بابي»! ويستنكف التحدث بلهجته الدارجة المحلية، وكثيراً ما يبدي تذمره ويمط شفتيه للأمام إن سمع أقاربه يتحدثون بها!
وفرحة بعودته، دُعِي لولائم متتابعة من الأهل والأصدقاء والقبيلة، ابتهاجاً بهذه العودة المتوجة بنجاحه، ولمعرفته السابقة بالعادات والتقاليد ومع ذلك يكون رده بالقبول بها (ok) وبعد أن يأكل عشاءه بـ«الشوكة والملعقة» من «المفطح»، يغسل يديه ويجففهما وهو يردد (thank you)!
صاحبنا واجه استغراب الجميع من انسلاخه من قِيَمه المحلية بلا مبالاة، وزاد في «غُربته» الهلامية باستعراضه مصطلحات أجنبية وهو يتحدث في برنامج تلفزيوني استضافه لأول مرة، لا يشاهده إلا العامة من مواطنيه، ومنهم أقاربه، عندما عمم على الجميع عبر قروب التواصل موعد البرنامج. ما اضطر بعضهم بعد صدمتهم إلى البحث عن قناة تلفزيونية مسلية أخرى تنسيهم طلّة صاحبنا!
من أجل ألا نفقده، حاولنا نصحه وإعادته لحضنه الاجتماعي بأسلوب العَشَم، غير أنه «شَخْصَن» العتب، وقرر شطر كلمة «صديقي» نصفين، فترك لنا الشطر الأخير «يقي» واحتفظ بالشطر الأول «الصاد والدال»، في ذهول مِنا وبأمل أن يعود معافى من غربته!