ماجدة عبدالله
ماجدة عبدالله
-A +A
د. ماجدة عبدالله
والدي وصديقي رحمة الله عليك... تلك الليلة عندما أخبرتك أن الأمور ستكون بخير ولم ألتقك بعدها ما زالت عالقة في ذاكرتي، ولا أخفيك سرا أني عملت بكل جهدي من بعدها لتصبح الأمور بخير.. والدي حبيبي.. أنا بخير.. أفعل ما كنت تحبني أن أفعله دائما، وهو التحدث لإلهام الناس، وفي عملي كطبيبة كنت أراك دائما في عيني كل من يحتاج المساعدة فأسارع لبذل ما أستطيع من أجله، أنا يا والدي ما زلت كما علمتني أعمل من أجل الخير وأجتهد كل مرة لنزع رداء حظوظ النفس وأستعين بالله في ذلك.

حبيبي.. قد قالوا إن الفتاة أم أبيها وأنت طفلي الصغير الذي أدعو الله أن يكون في جنات الفردوس حيث الأمن والسلام الأبدي، كتبت لك هذه الرسالة لأخبرك أن الله أعانني بترك أثر جميل اسمه كتاب «عنده الرزق»، وهو الكتاب الذي صنعت أنت حبر كتابته في كل مرة يا والدي كنت تأخذني للمكتبة لشراء ما أشتهي من القصص.. في كل مرة يا والدي كنت أنصت إليك فجرا وأنت تقرأ القرآن قبل ذهابنا للمدرسة، في كل مرة كنت تسمعني وأنا أحدثك عن الله سبحانه وتمتلئ عيناك بدموع الخشية والحب.


اجتهدت واجتهدت دون خوف ولا تعب لأنك أخبرتني ذلك النهار وأنا أبكي من درجات المدرسة، أخبرتني بكل حب: يا حبيبتي لا يلام المرء بعد اجتهاده ومن حينها وأنا أجتهد تعبدا لله، دون قلق على النتائج، لأنها بيد الله وقد أكسبتني كلماتك تلك قوة وتفوقا وتميزا في كل مجال أخوضه بفضل الله، شكرا أبي وشكرا لكل أب كان الطرف الأقوى في معادلة الحياة لصناعة أبنائه.