العباس معافا
العباس معافا
-A +A
العباس معافا
أنت في مأزق حقاً، حين ينتابك شعور بانعدام توازنك، حين تصطدم بأناك العليا فتجبرك على الرجوع للوراء، لتحتفظ بيقينك المطلق في كون صديقك لا يزال يبادلك ذات الود، إنها لحظة تنتابك كعزاء يلازمك كظلك.

أنت في مأزق مقيت يوشك أن يصرخ في وجهك، وأنت لا تزال في سَكرة اللقاءات الأثيرة، الصديق الذي يأتيك كيقين يسلبه منك واقع بليد، ولا تملك له أيقونة للخلاص أو للتغيير، في كل لحظة تشعر بالفقد والحاجة تصرخ في داخلك ارتعاشة التوقف.


أنت في مأزق حتماً، لأنك تحلم بصديق لم يعد يحتاج إليك، أو حين تكون في لحظة العدو يمر بجانبك داخل قطار لا تستطيع عدَّ فقراته، بماذا تفكر الآن؟ عليك أن تتوقف فربما يراك فيتوقف لِيُقِلَّك أو يُعيد التفكير في العدو معك، رغم إدراكك باستحالة الأمرين، على أي حال فأنت لا تملك خيارات تمرر خلالها قلقك أو رغبتك، فصوتك عالق ومرآتك محطمة، أنت يا صديقي إن كنت تسمعني، وأعلم أنك تراني، وأدرك أنك واقع تحت وطأة مصيرك، تحاول فعلاً أن تستميل الوقت لتكون هنا وهناك.

أنت في مأزق إذن، وأنا أنتظر خروجك من مأزقك، أنتظر منك التفاتة كصديق، سأصمت الآن حتى تحتفل كلماتي بك، لأنك قابع بين حروفها، كفارس لا يترجل أبداً. إلى إبراهيم، وما زلت محيطاً من السلام يتداعي إلينا، وفناراً نهتدي به في حالكات الدروب.