أوضحت لـ«عكاظ» استشارية البيئة و الصحة العامة فرح الغريب، أن فايروس «كورونا» المستجد رغم ضرره الكبير على العالم إلا أنه كان بمثابة «المعلم» الذي نجح خلال الأيام الماضية بتغيير العادات والسلوك اليومي لدى مجموعة كبيرة من غير المهتمين بطرق النظافة العامة السليمة وعدم اتباع إجراءات السلامة إلى أجل غير مسمى.
وأشارت الغريب إلى أنه من منظور بيئي نجد أن أماكن وجود العمالة في كل أنحاء العالم هي مصدر مخيف من الناحية البيئية ولكن المؤسف أنه لا يزال البعض من هؤلاء العمالة غير مكترث بضرر هذا الخطر البيولوجي «المتخفي» الذي سبب خسائر بشرية واقتصادية، ولكن بعد زوال هذا الخطر هل سيتم تغيير سلوكيات غير المبالين من المقيمين أو حتى المواطنين من الناحية الصحية والبيئية؟، هل ستتم الاستفادة من الدرس؟.
وقالت إن هذه الأسئلة ترافقها الكثير من الأجوبة العميقة التي تنطق خوفا أو أملا، مضيفة أن الصحة هي من أهم أولويات حكومة المملكة بحيث ستفرض اشتراطات صحية حديثة لتراخيص المباني والمجمعات السكنية الخاصة بالأفراد والشركات.
وطالبت الغريب بأن يتم استحداث عقوبات لمن لا يطبق قواعد السلامة المهنية في المنشآت أو يمارس سلوكيات خاطئة داخل مقرات المعيشة، وكذلك مواصلة الجولات التفتيشية الحكومية على المجمعات السكنية الخاصة بالعمالة ومسح أسطحها، وكذلك الماء والهواء لرصد الاوبئة والسيطرة على كل فايروس مستجد، مع فرض معايير ومقاييس لمرافق الرفاهية والصيانة الوقائية لأنظمة التهوية، إلى جانب تعزيز الثقافة البيئية لدى العمالة من خلال إلزام صاحب المنشأة بتقديم دورات تدريبية متخصصة في هذا الجانب بشكل مستمر.
وبينت الغريب أنه مع الواقع قبل أزمة «كورونا»، ومن خلال الاستشارات البيئية التي نعمل على تقديمها للمنشآت، وجدنا أغلبها يعاني من عدم التزام الموظفين والموظفات بأساسيات الوقاية الصحية، وذلك بسبب اختلاف الثقافات البيئية والتعليمية لديهم، ما يؤدي إلى التهاون في الالتزام بمعدات الحماية والمخاطر المترتبة عليها، وهذا ما استنتجناه خلال التدقيق البيئي وتحليل تقارير المخاطر البيئية للمنشآت باختلاف قطاعاتها، لذلك هنالك حاجة ماسة للتوجيه والإرشاد المستمر من قبل المتخصصين، ومن جهة أخرى عدم تهاون المستثمرين بتوفير مستلزمات النظافة في جميع المرافق في منشآتهم، والتدريب على الاستخدام الصحيح لأن أي تهاون لتخفيض التكاليف أو لأي سبب آخر سيقلل من إلمام العامل بالطرق الوقائية وأهميتها، ولن تكتمل ثقافة العامل الصحية إن لم يبدأ صاحب المنشأة بتوفير معدات الحماية الشخصية أولا.
وطالبت الغريب بالاستفادة من تجربة جائحة «كورونا» التي أصبحت أهم مرجع موسوعي «للتعليم والتخطيط» في عصرنا الحديث، بهدف السلامة الدائمة وتحقيق جودة الحياة للجميع.