ودعت المدينة المنورة الأديب الدكتور عاصم حمدان، عن عمر يناهز (70 عاماً)، أحد أبرز أبنائها من رجال العلم والأدب والتاريخ وأحد أبرز الذين وثقوا تاريخ الحراك الاجتماعي في المدينة المنورة.
وستتم الصلاة على الفقيد ومواراته الثرى بعد صلاة فجر غد (الأحد) في المسجد النبوي الشريف.
وقال لـ«عكاظ» شقيقه الأصغر عادل حمدان الغامدي، إن الفقيد توفي بعد أن أدى صلاة الفجر في غرفته، إذ كان يعاني من مرض في صدره، وكانت آخر مكالمة معه قبل أسبوع لأخبره بوفاة صديقه مصطفى الكعكي، وكان له الكثير من الأعمال الخيرية، وان يحرص على مجالس الذكر ويبحث عنها من خلال البرامج الدينية الافتراضية.
وللفقيد عدد من الإخوة هم: علي حمدان -رحمه الله-، اللواء خلف حمدان -رحمه الله-، غازي حمدان، الدكتور زهير حمدان، الدكتور عبدالمعين حمدان، عادل حمدان.
يذكر أن الفقيد أكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في المدينة المنورة، وحصل على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها بمرتبة الشرف الأولى في جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1396هـ، ودرس في جامعة «لانكستر» وحصل على الدكتوراه في الفلسفة في جامعة «مانشستر» عام 1406، وعمل أستاذاً مشاركاً في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز، ومستشاراً غير متفرغ لوزير الحج، ورئيساً لتحرير مجلة الحج الصادرة عن وزارة الحج.
ونال الفقيد عدة جوائز منها جائزة علي وعثمان حافظ الصحافية كأحسن كاتب عمود صحفي خلال العام 1996، ونال درع نادي المدينة المنورة الأدبي، وشهادته التقديرية تقديراً لجهوده في مجال الثقافة والتربية الأدبية برعاية الأمير مقرن بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة عام 2000.
وللفقيد العديد من المؤلفات منها: التآمر الصهيوني الصليبي على الإسلام، حارة الأغوات، حارة المناخة، نحن والآخر، أشجان الشامية، دراسات مقارنة بين الأدبين العربي والغربي، المدينة المنورة بين الأدب والتاريخ، هتاف من باب السلام، ذكريات من الحصوة، صفحات من تاريخ الإبداع الأدبي بالمدينة المنورة، قراءة نقدية في بيان حمزة شحاته الشعري.
ونعى الفقيد عدد من الأدباء في المملكة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إذ قال الأديب عبده خال: في هذه الأيام الفضيلة توفي قبل قليل أستاذنا الأديب الفاضل الدكتور عاصم حمدان رحمه الله، عرف الدكتور عاصم بدماثة الأخلاق وحبه لكل خير وبر. غفر الله لفقيدنا جميعاً، وأسكنه الفردوس الأعلى. والعزاء لكل أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه. إنا لله وإنا إليه راجعون".
كما قال عبدالعزيز المزيني: "رحمه الله رحمة واسعة ترك فينا الأثر أحببناه من خلال زاويته في المجلة العربية ذكريات من الصفة، والصفة باختصار هي عمل جليل قام الصحابة من خلاله برعاية بعضهم البعض.
كانت أقرب إلى مفهوم جمعية خيرية في زمننا هذا. تغمد الله الدكتور عاصم بواسع رحمته".
وقال الدكتور زيد الفضيل: «ماذا أقول وما أبقي وما أذر، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله أيها الأستاذ النبيل المدني المكي، وقلما أحد جمع ذلك بين لابتيه كمثلك، وسبحان الله فقد صحوت اليوم وقلبي معلق بك، وصليت الظهر ووجهك الباسم أمام ناظري، وعقدت العزم أن أتصل بك مساء، لكن أراد الله إلا أن يصطفيك عنده، فطوبى لك».