يتأهب سفير بنغلاديش لدى المملكة العربية السعودية غلام موشي للعودة إلى بلاده بعد انتهاء فترة عمله التي دامت خمس سنوات ونصف في المملكة.
وكانت مهمة السفير مجزية وجذابة بشكل استثنائي نظراً للعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وبنغلاديش، التي نمت وازدادت قوة منذ عام 2015 عندما تولى غلام مهماته في منصب السفير.
وخلال هذه الفترة، زار رئيس وزراء بنغلاديش، المملكة 5 مرات، والتقى بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها القضايا السياسية الإقليمية والدولية والعلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتعاون الدفاعي والأمني، ولعب السفير موشي دورا محوريا في تجسيد هذه الزيارات رفيعة المستوى التي مهدت الطريق لمزيد من التعاون بين البلدين وحولت ديناميكيات التعاون من علاقة قائمة على الموارد البشرية إلى شراكة متعددة الأبعاد.
وكان 2019 عاماً ناجحاً على وجه الخصوص عندما زار وفد استثماري قوي من المملكة العربية السعودية بنغلاديش برئاسة وزير الاقتصاد والتخطيط ووزير التجارة والاستثمار آنذاك، واشتمل الوفد على ممثلين من القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك من صندوق الاستثمارات العامة.
وبعدها وقعت المملكة العربية السعودية وبنغلاديش والمستثمرون المعنيون سلسلة من مذكرات التفاهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وعمل السفير غلام موشي بلا كلل لدعوة ومتابعة المستثمرين السعوديين عطفا على أرامكو، وأكوا باور، ومجموعة الفنار، وغيرها للانضمام إلى الوفد الاستثماري ببنغلاديش.
كما شهدت اللجنة المشتركة الاقتصادية السعودية البنغلاديشية اجتماعين ناجحين أثناء فترة عمل السفير، ومهد اجتماع اللجنة المشتركة الثالث عشر المنعقد في فبراير 2020 الطريق لتعزيز كثافة التعاون الاقتصادي والثنائي بين البلدين في السنوات القادمة، وخلال فترة عمل السفير غلام موشي تم إحياء وتقديم أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جوانب التعاون بين البلدين كالكهرباء وتوليد الطاقة، والطاقة الشمسية، وإمدادات الغاز الطبيعي المسال والموانئ البحرية.
ووضع السفير غلام موشي المراكز الرقمية للمغتربين في مختلف أنحاء المملكة لتقديم الخدمات القنصلية بين أيادي المراجعين للخدمات القنصلية والمقيمين في مناطق مختلفة من المملكة، وخفف هذا من متاعب القدوم إلى السفارة في الرياض أو القنصلية في جدة لما يقرب من 2.2 مليون عامل بنغلاديشي مقيمين في المملكة لمراجعة الخدمات ذات الصلة بالعمل القنصلي.
وشهد السفير غلام موشي عرض رؤية السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، والجهود السعودية في تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد معتمد على النفط إلى اقتصاد قائم على التكنولوجيا الحديثة، وحاول السفير موشي تحديد الأرضية المشتركة للشراكة حيث يمكن لبنغلاديش والمملكة العربية السعودية التعاون في تحقيق رؤية 2030 نحو الفوائد الاقتصادية لكلا البلدين.
كما أدار السفير موشي -بالتعاون مع حكومة المملكة- أكبر برنامج للسفارة للمساعدة النقدية والغذائية لصالح العاملين البنغلاديشيين المقيمين في المملكة.
وخلال فترة عمل السفير غلام موشي، ازداد التعاون في المسائل المتعلقة بالحج بين البلدين بشكل ملحوظ، مع دخول بنغلاديش ضمن مبادرة «طريق مكة»، وبذلك سيكون أداء الحج مستقبلاً مريحاً جداً لحجاج بنغلاديش.
وخلال أزمة جائحة «كوفيد-19»، ظهرت مرونة التعاون بين البلدين بعد تأثر نحو 2.2 مليون بنغلاديشي في المملكة من تداعيات الوباء، مع التزامهم بتنفيذ تدابير منع انتشار الجائحة، وشهدت الفترة الماضية وفاة 6 أطباء بنغلاديشيين من العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، وسيكون إسهامهم في مكافحة الوباء مصدر إلهام للجالية البنغلاديشية في المملكة.