-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
على ارتفاع يزيد على 2100 متر عن مستوى سطح البحر، يتكئ شباب قرية الملاليح في شدا الأعلى بتهامة على جمال بكر وطبيعة ساحرة وإطلالة تأسر الألباب، ويقدمون قهوتهم من «البن الشدوي» لضيوفهم المرتقبين على جمر السلم وأعينهم ترمق العقاب؛ أملاً في وصول المستثمرين الطامحين لإعادة إحياء هوية مكان اشتهر بالزراعة وإنتاج البن المعروف بمذاقه المميز، والموز والنباتات العطرية والذرة والدخن والشعير ورعي المواشي، ليكون من أفضل مناطق الجذب السياحي في المملكة.

ويتشبث أهالي جبال شدا بزراعة البن المميز النادر مذاقه للمحافظة على ما تبقى من موروث امتد لمئات السنين، ويحرصون على استصلاح الأراضي ليأكلوا من خيراتها التي تحولت إلى واحات خضراء تنبض بالحياة والحركة.


ويتمسكون بالعديد من العادات والتقاليد التي توارثوها عن الآباء والأجداد، على الرغم من التكنولوجيا وتتابع الحياة واختلاف تفاصيلها بتعاقب السنين، متغلبين على العمل الشاق الذي يبدأ مع شروق شمس كل يوم.

ويتربع جبل القارة العملاق بالقمة، وبجواره المعلم التاريخي مصلّى إبراهيم، وتتعدد المطلات ومنها الشضيّة والنّحرة ورهوة القلب والمقيال المطل على وادي سقامة، وتؤدي الوجيّة دور (خزان طبيعي في وسط الصخر) عبر انسياب مياه عين الحمراء التاريخية ويشرف حصن قرن العريق على المدرجات الزراعية.

تضاريس الجبل نقشت في قلوب أهله محبة الناس والتطلع لزائريهم، لسرد تاريخ أسلافهم، وانضم عدد من شبان القرية لجمعيات أعادت الروح للجبل باستزراع شجرة البن الشدوي.