من حضن أسرة كحّلت عينه بالجمال، ومن كف أم حنّكته بعجوة المدينة، أطلقت (الهنداوية) حي النخبة، زغرودة الفرح بميلاد موهبة الملحن طلال باغر، ومنذ بواكير الطفولة، كان كلما أثقلته التزامات يومه أدخل الروح في فاصل من غناء.
لم يكن (أبو ريّان) يلحّن كلمات، أو يقسّم مواويل، بل كان يسكب من عاطفة شجية ما يستثير أشجان الأرض ويشعل السهر بأعين العاشقين، ويستفز لوعة البحر، ويدوزن حنين المراكب إلى حضن الموانئ.
لم يستعجل الشهرة، ولم يغش الألحان ليركب عليها أشعارا خالية من مواجع الشوق، ولهيب المكابدة، فالطالب النجيب غدا مع الوقت أستاذاً يُضفي على قوام الموسيقى روح الأدب، شأن السمت واللطف والقيمة العليا التي عاش بها.
طلال باغر يحدد موقفك من الفن، ويضبط مشاعر الطرقات والحكايات على إيقاع القلب، ويحيلك إلى مجاز الموسيقى بمزاج عازف مثقف، يؤمن برسالة الإبداع، فيرتقي بالكلام ليستحيل تراتيل تنبعث من حناجر فصّل على حبالها الصوتية بصمة نغمات لا تموت.
في وجدان طلال باغر لوطنه وإنسانه، ما عبّرت عنه ألحان الموسيقار الفذ عبر كلمات محمد العبدالله الفيصل، وطلال الرشيد، وأسعد عبدالكريم، من خلال موهبة نمت وترعرت، وتوهجت، في منزل أب أهداه في سن العاشرة (عوداً) ليتعامل مع الحياة والأحياء بموسقة لا تحتمل النشاز. لن يغيب صدى باغر الحيوي، والحي في أصوات خالدة؛ منها (طلال مداح، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، ورابح صقر، والمطربة المصرية نادية مصطفى، والمطربة المغربية سميرة سعيد).
ترأس باغر لجنة الموسيقى في «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» ورعى المواهب، ونجح بموهبته وإحساسه المرهف ومخيلته الواسعة في نقل المستمع والمشاهد برؤية مشاعره إلى عوالم أبعد وأسمى وأشف من التي نقلها الشريط والقناة والإذاعة، ولم يكتنف اقتناصاته وجمله اللحنية ما يعكّر صفو الذائقة، بل يستنهض ذوق عشاقه لفضاء وأجواء وعوالم روحية، لتصغي أفئدة نورانية لأوتار موسيقاه، وتحفظ عنها رسائل عشق، فاحت أنغامها عطور حدائق وبساتين، لتأسر الحياة بألقها وروعتها وتنقش في الذاكرة مسيرة فواحة لم تبخل علينا طيلة خمسين عاما.
لم يكن (أبو ريّان) يلحّن كلمات، أو يقسّم مواويل، بل كان يسكب من عاطفة شجية ما يستثير أشجان الأرض ويشعل السهر بأعين العاشقين، ويستفز لوعة البحر، ويدوزن حنين المراكب إلى حضن الموانئ.
لم يستعجل الشهرة، ولم يغش الألحان ليركب عليها أشعارا خالية من مواجع الشوق، ولهيب المكابدة، فالطالب النجيب غدا مع الوقت أستاذاً يُضفي على قوام الموسيقى روح الأدب، شأن السمت واللطف والقيمة العليا التي عاش بها.
طلال باغر يحدد موقفك من الفن، ويضبط مشاعر الطرقات والحكايات على إيقاع القلب، ويحيلك إلى مجاز الموسيقى بمزاج عازف مثقف، يؤمن برسالة الإبداع، فيرتقي بالكلام ليستحيل تراتيل تنبعث من حناجر فصّل على حبالها الصوتية بصمة نغمات لا تموت.
في وجدان طلال باغر لوطنه وإنسانه، ما عبّرت عنه ألحان الموسيقار الفذ عبر كلمات محمد العبدالله الفيصل، وطلال الرشيد، وأسعد عبدالكريم، من خلال موهبة نمت وترعرت، وتوهجت، في منزل أب أهداه في سن العاشرة (عوداً) ليتعامل مع الحياة والأحياء بموسقة لا تحتمل النشاز. لن يغيب صدى باغر الحيوي، والحي في أصوات خالدة؛ منها (طلال مداح، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، ورابح صقر، والمطربة المصرية نادية مصطفى، والمطربة المغربية سميرة سعيد).
ترأس باغر لجنة الموسيقى في «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» ورعى المواهب، ونجح بموهبته وإحساسه المرهف ومخيلته الواسعة في نقل المستمع والمشاهد برؤية مشاعره إلى عوالم أبعد وأسمى وأشف من التي نقلها الشريط والقناة والإذاعة، ولم يكتنف اقتناصاته وجمله اللحنية ما يعكّر صفو الذائقة، بل يستنهض ذوق عشاقه لفضاء وأجواء وعوالم روحية، لتصغي أفئدة نورانية لأوتار موسيقاه، وتحفظ عنها رسائل عشق، فاحت أنغامها عطور حدائق وبساتين، لتأسر الحياة بألقها وروعتها وتنقش في الذاكرة مسيرة فواحة لم تبخل علينا طيلة خمسين عاما.