ينتمي اللواء الراحل إبراهيم الحمزي إلى الإدارة بالحُب، والعمل بفنّ، والتواصل بإنسانية، والعطاء بكل الحواس دون ادخار أدنى مجهود في خدمة الوطن وأداء الرسالة المناطة به سائلاً ومسؤولاً.
لم يكن فقيد الوطن ضابطاً ملتزماً بأدبيات السلك العسكري وما تفرضه من صرامة فحسب، بل وأديباً يعتني بالقراءة ويتابع الشأن الثقافي، ويمد جسور المعرفة، ويصغي لآراء النقاد باعتباره أحد أبرز كُتّاب القصة القصيرة في الوطن العربي، وإن لم يطبع نتاجه وينشره، مؤجلاً مشاريع الإبداع لما يتاح من أيام التقاعد.
عُرف اللواء الحمزي طالباً مُهذّباً أنيقاً، وضابطاً حازماً حيياً رقيقاً، قارئاً نهماً لكل ما يصدر من أعمال شعرية وسردية، متفاعلاً مع الوسط الثقافي، للأخذ بيد الأسماء الناشئة وتحفيزها على العطاء الخلّاق وتوثيق سيرة الوطن لأجيال تعشق التاريخ وتموت دون حياض الجغرافيا.
لم يتردد المسؤولون في منحه الثقة الإدارية مبكراً لما لمسوه فيه من قيادية، فعمل مديراً للدوريات في منطقة جازان، وكان مضرب مثل في عمله وخُلقه، ثم عمل مديراً لدوريات الأمن في المنطقة الغربية، فاتسعت مساحات التقدير والإجلال من الضباط والأفراد لشخصية القائد المهذب والأديب الأريب ورجل الأمن المنضبط كما عمل مديرا لشرطة العاصمة المقدسة، ومديرا عاماً للسجون، ومستشاراً لوزير الداخلية.
أحدث خبر رحيل (أبو محمد) صدىً فاجعاً في أوساط محبيه وزملائه لتلهج الألسن بالدعاء لقيمة وقامة لا يذكره عارفوه إلا بخير.