استهل موسم تنوين الإبداعي 2022 الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) فعالياته مساء الخميس الماضي، بجلسة حوارية ضمت مسؤولين ومختصين بالعديد من القطاعات، إذ صحبت المشاركين للتعرّف على كيفية بث روح التعاون عبر مفهوم الإبداع تحقيقاً للريادة والاستدامة وخلق شراكات مجتمعية والعمل على تفعيلها بهدف نشر ثقافات جديدة قادرة على إحداث حراك مجتمعي يُسبغ قيمة حضارية وأثراً واعداً.
حلول مشتركة
فيما قدّمت مديرة قسم البرامج في «إثراء»، نورة الزامل خلال كلمة ألقتها، تصوّرات شاملة لمستقبل الاقتصاد الإبداعي، باعتباره الخيار الأمثل لبناء مستقبل سوق العمل، الذي يُعد أحد ركائز رؤية إثراء الأساسية التي تستند على الصناعات الإبداعية المتمركزة داخل شبكة مترابطة ينتج عنها الابتكار من أجل اقتصاد أكثر شمولية، منوهة إلى متطلبات القطاع الإبداعي والتحديات التي تتطلب جملة من الحلول المشتركة والثروات المحلية من خلال تسليط الضوء عليها بمشاركة الأفراد، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وصناديق التمويل، والبرامج والمبادرات.
مجالات استثمارية
وأشارت الزامل إلى أبرز التوقعات لمستقبل الاقتصاد الإبداعي في المملكة، فمن المتوقع أن يسهم بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع إمكانيته في خفض مؤشر البطالة بما يصل إلى 29%، ناهيك عن إمكانيته في إنشاء قنوات استثمارية دولية جديدة قد يصل إلى 35% الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة 24%.
ثقافة الابتكار
وفي موازاة لذلك، توقّع مدير عام التواصل المؤسسي والاستدامة والشراكات الاستراتيجية في شركة التركي القابضة، أنس الجريفاني، خلال الجلسة الحوارية التي أدارتها الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«تسامي» لجين العبيد، بأن تصل ثقافة الابتكار خلال الأعوام المقبلة إلى أعلى مستوياتها، مشيرا ما تسعى إليه «التركي القابضة» من أجل بناء الفرد، قائلا «نحرص على المساهمة في بناء أثر اقتصادي بطابع مجتمعي».
وشاطره الرأي مستشار التسويق المؤسسي والتواصل في الخطوط السعودية إبراهيم عقيل، حول تفعيل الشراكات الإبداعية وبث التعاون على المستويين المحلي والدولي. في الوقت الذي لفتت المديرة التنفيذية للفنون والصناعات الإبداعية في «الهيئة الملكية لمحافظة العُلا» نورة الدبل إلى آليات تفعيل الشراكات ذات القيمة التعاونية، كشراكات التدريب والتطوير التي تبدو بمثابة رؤية مستقبلية.
عُمق العلاقات
المدير التنفيذي للشراكات في مركز «إثراء» نوف العارضي، كشفت عن عمق العلاقة بين الشراكات المجتمعية وروافد الإبداع، بوصفه متنفساً للاستدامة، وتحدثت العارضي خلال الجلسة عن مستقبل الصناعات الإبداعية التي لا تعمل بمعزل عن القطاعات الأخرى، فالعملية الإبداعية لديها جملة متطلبات لضمان استمراريتها في تشغيل محركات الاقتصاد الناجم عن مفهوم التشاركية بين الآخرين. وهذا ما شددت عليه أيضا نائب مدير «فن جميل» سارة العمران، التي جمعت بين ضرورة البرامج التعليمية واكتساب القدرات وفتح المجال للنقاش وزيادة البرامج التأهيلية من أجل التعاون في تحقيق العديد من الأهداف القائمة على التمكين.
روح التعاون
واختتم حفل الافتتاح لموسم تنوين الإبداعي بحضور العديد من الأكاديميين ومسؤولين في العديد من القطاعين العام والخاص، وسط التأكيد على ما قدّمه موسم تنوين خلال الأعوام الماضية بمشاركة العديد من صنّاع التغيير والخبراء المحليين والعالميين، فيما استكمل الحضور مراسم حفل الافتتاح بجولة حول المعارض والفعاليات التي أقيمت خصيصاً لموسم هذا العام والمشاريع والتحديات التي تم عرضها، تأكيداً على مفهوم الإبداع بروح التعاون.