التنقل بين ميادين العمل قدر الرجال الأكفاء المشهود لهم بالجدارة الوظيفية، والهمة العالية في أداء مهماتهم، لاسيما إذا كانوا من المطورين والمخططين، ففي كل ميدان تنتظرهم مهمات جديدة تحتاج إلى إنجاز، ورغم تفهم منسوبي الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة لذلك، فإنهم استقبلوا قرار انتقال زميلهم مساعد مدير عام التعليم بجدة الدكتور سعيد آل عاتق الغامدي إلى ميدان آخر بأسى بالغ، بعد نحو ثلاث سنوات شاركهم فيها مهمتهم السامية في إدارة العملية التعليمية بجدة.
شغل «العاتق» عقب انتقاله إلى الإدارة العامة للتعليم بجدة عام 1441هـ، منصب المساعد التعليمي، وسارع منذ يوم عمله الأول إلى وضع خطة إستراتيجية لتعليم جدة، في ضوء تخصصه العلمي، إذ إنه حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التخطيط التربوي والتعليمي والإدارة التربوية، وبناء على خبرته الواسعة بأبعاد العملية التعليمية في جدة.
عمل «العاتق» مع أغلب قيادات التعليم، إبان عمله في الإدارة في الفترة الأولى التي عمل فيها وتقلد فيها عدداً من المناصب، قبل أن ينتقل إلى وزارة التعليم، ويُبتعث لنيل درجة الدكتوراه في التربية والتعليم، ويعود بقرار وزاري مساعداً لمدير عام التعليم بمحافظة جدة للشؤون التعليمية.
وضع «العاتق» بصماته على تعليم جدة استكمالاً لسياسة الراحل عبدالله بن أحمد الثقفي، الذي أسس بنياناً تعليمياً، وأرسى نموذجاً يحتذى به في مجال الإدارة التعليمة، شهد له به جميع المنتمين للميدان التعليمي من موظفين ومعلمين وطلاب، مستكملاً في تجربته مسيرة من سبقوه من مديرين عموميين للتعليم، ومن بينهم الدكتور عبدالله الزيد، والدكتور خضر القرشي، سليمان الزايدي، عبدالله الهويمل.
وعندما تسلم الدكتور نايف الزارع قيادة تعليم جدة، واتسمت علاقته بجميع المسؤولين، ومن بينهم «العاتق»، بالانسجام الواضح، كان لهذا الانسجام أثر كبير في تغيير مفهوم إنجاز المعاملات للمراجعين، منتهجين سياسة الأبواب المشرعة للجميع؛ ما حسّن جودة مخرجات التعليم، وسهّل التواصل معم دون عوائق، لا سيما بعد أن أنشأ كل مسؤول منهم برنامجاً حاسوبياً يستطيع من خلاله منسوبو التعليم أو غيرهم الحصول على موعد زيارة مستقل.
وتولى «العاتق»، الحاصل على الدكتوراه بامتياز من جامعة طيبة عام 2017 في القيادة التربوية، تطوير عدد من الملفات المهمة أثناء عمله في تعليم جدة، منها مؤشرات الأداء التعليمي، وتقديم دليل للإجراءات والعمليات في إدارات الشؤون التعليمية، وتنظيم الإدارات التابعة له، ومكاتب التعليم، كما حرص «العاتق» على القيام بزيارة تفقدية لكل إدارة ومكتب، مستمعاً لمتطلباتهم ومقترحاتهم الخاصة بتطوير العمل، وقد سبق أن كُلف إبان عمله بالوزارة بدراسة عدد من الملفات المهمة، وتولى عضوية اللجنة الإشرافية لإدراج اللغة الصينية في التعليم بقرار وزاري، وترأس فريق وزارة التعليم في اجتماع مجموعة دول العشرين في الأرجنتين وفي جنيف، وترأس عدداً من الوفود المشاركة باسم وزارة التعليم في مختلف دول العالم.
وأثناء تفشي جائحة كورونا، وما فرضته من تحدي استمرار تقديم الخدمات التعليمية، تابع «العاتق» عن كثب، استقرار العمل في المدارس افتراضياً من خلال مكاتب التعليم، وتواجد الطلاب على منصة مدرستي، وتقديم الدعم التعليمي والتربوي من خلال الوسائط المتعددة وتوفير الأجهزة الإلكترونية لبعض الطلاب المحتاجين، وتحديث المكتبة الرقمية من المشرفين التربويين وغيرها من الإجراءات التي استمرت حتى تطبيق النماذج التشغيلية للمجموعات في المدارس وصولاً للعودة الآمنة للطلاب، والتفعيل الحضوري، وانتظام عمليات التعليم والتعلم في المدارس.
وحرص «العاتق» خلال قيادته للشؤون التعليمية على التركيز على الدور الرئيسي للإدارات ومكاتب التعليم، في العناية بالتحصيل الدراسي والقيم التربوية، كما اهتم بالتكامل بين الإدارات المختلفة والتناغم بين الوحدات الإدارية والتعاون والزيارات بين مكاتب التعليم والعمل بروح الفريق الواحد، وأهمية الوقوف المباشر على واقع التعليم من تعدد الزيارات الميدانية للمدارس والمعاهد ومراكز التدريب ومكاتب التعليم والإدارات، واعتنى في إدارته للشؤون التعليمية بالتنظيم الإداري، وضبط العمليات من خلال إعداد الأدلة الإجرائية للعمل والاحترافية في الأدوات الإدارية، ورغم زحمة الأعمال الإدارية؛ استمرت عنايته بطلاب التربية الخاصة وبرامجهم وأنشطتهم، ودعم الطلاب الموهوبين في مدرسة الفيصلية وفصول موهبة، والاهتمام بالأنشطة الطلابية المختلفة حتى بلغ طلاب تعليم جدة مراكز متقدمة في الأولمبيادات والمنافسات الدولية.
ولن ينسى المراجعون والمترددون على الإدارة حسن استقبال «العاتق» لهم وخدمتهم والسعي لمعالجة طلباتهم، وتوفير الوسائل التقنية المناسبة لتسهيل الخدمات، والوصول إلى المجتمع المحلي من خلال المشاركات المتعددة في الفعاليات الجماهيرية في الأسواق التجارية والمعارض والواجهة البحرية.