خوض تجربة شبيهة بمبادرة «طريق مكة» التي أطلقتها السعودية للتيسير على حجاج جاكرتا وكوالالمبور، وتمكينهم دخول مكة والمشاعر المقدسة مباشرة، دون العبور على «كاونترات» المطار المزدحمة، تسبقهم أمتعتهم إلى مقار سكنهم في مكة المكرمة، وقد تحرروا من تأشيرات الدخول التي حصلوا عليها في بلادهم، خوض تجربة كهذه لم يخل من مغامرة صحفية لمحرري «عكاظ» وبعثتها إلى المشاعر المقدسة، إذ تحزم الزملاء بالتصاريح والوثائق الرسمية التي أصدرتها الجهات المختصة، وببطاقاتهم المهنية التي تسعفهم عند المتاعب والأزمات.
لم يكن رجال المراجعة والتدقيق في منفذ الشميسي أول المعابر إلى مكة المكرمة، حين عبرها العكاظيون، أقل لطفا من رجال «كاونتر» المطار غير أن ذلك لم يكن حائلا بينهم ومراجعة التصاريح إلكترونيا، والتدقيق في الصور الشخصية والبطاقات. صحيح أن الآلاف عبروا من هنا، وخضعوا لذات الإجراءات الصارمة، وأن البحث عن مزيف أو محتال وسط قرابة مليوني عابر كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش، إلا أن نقطة التوقيف القريبة من المعبر، كانت تشير بجلاء إلى أن العيون مهما أرقها السهر والإرهاق فإنها تظل يقظة لا تنام.. وفي ذات المكان، كانت أجهزة إلكترونية ذات حساسية عالية، تنقب في حقائب المركبات والحافلات العابرة، فالمحظورات في المشاعر المقدسة كثيرة، لا تقف عند اسطوانات الغاز، والمواقد، بل يتعدى ذلك إلى الأدوات الحادة وسكاكين المطابخ وأقراص الدواء المجهول. في هذا المكان تتسع ثقافة الإلمام بالتفاصيل الصغيرة، فالنقطة الأمنية على معبر الشميسي، لم تكن الأولى على أي حال، إذ سبقتها نقطتان في الطريق من المطار الدولي، والرابعة لفرز المركبات بمختلف أحجامها، بعضها تعبر وآخريات تسلك طريقا غربيا إلى مواقف آمنة يودعها سائقوها هناك لحين اكتمال الفريضة وعودة الضيوف إلى مطاراتهم وموانئهم.. ثمة معوقات، في «طريق مكة»، رتل السيارات الصغيرة التي أبت محركاتها الدوران بفعل الحرارة فاستعصمت في منتصف صفوف 4 امتدت أطوالها إلى كيلومترين، أرهقها الزحف فصمدت في مكانها، وفي مكان كهذا لا سبيل للحلول الوسيطة. تتحرك الرافعات تتقدمها دورية تطلق شارتها وتنادي بإفساح الطريق وفي دقائق ترفع المركبات الصامدة على سطحات لتختفي عن الأنظار.. يبدو أن السلطات المعنية في المرور والشرطة خاضت تمرينات عالية الكلفة في معالجة الاختناقات والأعطال وكشف الاحتيال وتسهيل المعابر.. والخلاصة هنا أن تجربة خوض «طريق مكة» على الطريقة الماليزية الإندونيسية، لن تكون متاحة على المطلق في معبر الشميسي إلا إذا كانت وثائق العابرين سليمة، وتصاريحهم موثقة بالصورة والبسمة، وحقائبهم خالية من الممنوعات.. والشعارات!
لم يكن رجال المراجعة والتدقيق في منفذ الشميسي أول المعابر إلى مكة المكرمة، حين عبرها العكاظيون، أقل لطفا من رجال «كاونتر» المطار غير أن ذلك لم يكن حائلا بينهم ومراجعة التصاريح إلكترونيا، والتدقيق في الصور الشخصية والبطاقات. صحيح أن الآلاف عبروا من هنا، وخضعوا لذات الإجراءات الصارمة، وأن البحث عن مزيف أو محتال وسط قرابة مليوني عابر كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش، إلا أن نقطة التوقيف القريبة من المعبر، كانت تشير بجلاء إلى أن العيون مهما أرقها السهر والإرهاق فإنها تظل يقظة لا تنام.. وفي ذات المكان، كانت أجهزة إلكترونية ذات حساسية عالية، تنقب في حقائب المركبات والحافلات العابرة، فالمحظورات في المشاعر المقدسة كثيرة، لا تقف عند اسطوانات الغاز، والمواقد، بل يتعدى ذلك إلى الأدوات الحادة وسكاكين المطابخ وأقراص الدواء المجهول. في هذا المكان تتسع ثقافة الإلمام بالتفاصيل الصغيرة، فالنقطة الأمنية على معبر الشميسي، لم تكن الأولى على أي حال، إذ سبقتها نقطتان في الطريق من المطار الدولي، والرابعة لفرز المركبات بمختلف أحجامها، بعضها تعبر وآخريات تسلك طريقا غربيا إلى مواقف آمنة يودعها سائقوها هناك لحين اكتمال الفريضة وعودة الضيوف إلى مطاراتهم وموانئهم.. ثمة معوقات، في «طريق مكة»، رتل السيارات الصغيرة التي أبت محركاتها الدوران بفعل الحرارة فاستعصمت في منتصف صفوف 4 امتدت أطوالها إلى كيلومترين، أرهقها الزحف فصمدت في مكانها، وفي مكان كهذا لا سبيل للحلول الوسيطة. تتحرك الرافعات تتقدمها دورية تطلق شارتها وتنادي بإفساح الطريق وفي دقائق ترفع المركبات الصامدة على سطحات لتختفي عن الأنظار.. يبدو أن السلطات المعنية في المرور والشرطة خاضت تمرينات عالية الكلفة في معالجة الاختناقات والأعطال وكشف الاحتيال وتسهيل المعابر.. والخلاصة هنا أن تجربة خوض «طريق مكة» على الطريقة الماليزية الإندونيسية، لن تكون متاحة على المطلق في معبر الشميسي إلا إذا كانت وثائق العابرين سليمة، وتصاريحهم موثقة بالصورة والبسمة، وحقائبهم خالية من الممنوعات.. والشعارات!