لم يدع الحجاج خلف ظهورهم حين غادروا بيوتهم قاصدين مكة لأداء الحج غير حاجياتهم الصغيرة، غير أنهم حملوا معهم نكهات موائدهم الشعبية، إذ حرصت الحملات على توفير أطعمتهم المفضلة على قوائم مطابخها طبقا لجنسية كل حاج، فلا تكاد تدخل خيمة ينزل فيها حجاج الداخل إلا وتستقبلك رائحة القهوة المهيّلة و«ترامسها» التي تصطف على طاولة الاستقبال، وتسجل الأصناف الشعبية المحببة للسعوديين كـ«الكبدة» حضورا لا يغيب على موائد الإفطار، كما مشروب «الكرك» الشهير في مخيمات يسجل الكويتيون فيها الغلبة. وفي جولة «عكاظ» على مطابخ البعثات العربية كانت قدور الطبخ تبعث أدخنتها من اللحم الطاجن. أما الفاصولياء والصوص والبهارات الحارقة فظلت سيدة موائد الآسيويين خصوصا حجاج باكستان والهند وبنغلاديش.