روى حجاج من دولتي إثيوبيا وإريتريا من المشاعر المقدسة تفاصيل الفرحة الكبيرة التي غمرت شعبي البلدين بتحقق السلام بين الجارتين، كما عبروا عن سعادتهم وامتنانهم لاستضافتهم لأداء الحج ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين. وقالوا إن جمع الحجاج الإثيوبيين والإريتريين في مخيم واحد له دلالات كبيرة، في أن السلام أصبح واقعا معاشا بعد عزلة وخصام استمرا نحو 20 عاما. وقال الحاج الإريتري عبدالله محمد عثمان: إنه يؤدي الحج لأول مرة منتظرا الحلم نحو 50 عاما، وأعجبه التنظيم المثالي والتخطيط الدقيق والخدمات الكبيرة التي حظي بها الحجاج «لم أر تنظيما كهذا أو خدمات كهذه التي شاهدتها ورأيتها بأم عيني، سواء في الاستقبال أو الضيافة.. أشعر الآن وكأني في جنة الدنيا، فالفرحة فرحتان، فرحة الحج وهي الفرحة العظمى، والأخرى تتمثل في لقائنا بأهالينا هنا وهناك بعد أن افترقنا أكثر من عقدين». وعلى النحو ذاته، يقول الحاج عبدالجواد محمد أحمد الذي يعمل مدير إدارة التعليم في ديرداوا بإثيوبيا: شعرت بسرور بالغ بتحقيق حلمي، وأشكر جميع القائمين على البرنامج جزيل الشكر، فقد كانت أمنية العمر.. نحن لم نجد السعودية كما نسمع عنها، فكما تعرف هناك وسائل إعلامية مغرضة تشوه الحقائق، وكما يقال ليس الخبر كالمعاينة، فعندما حضرت هنا وجدت أمرا مختلفا، ورأيت من الخدمات ما يعجز اللسان عن وصفها. ويضيف الحاج الإثيوبي أن المشاعر المقدسة جمعته بالمسلمين من مختلف الجنسيات، لكن الذي أسعده أكثر اجتماعه مع إخوته الإريتريين في مخيم واحد بعد أن رفرفت أجنحة السلام بين الجارتين بعد سنوات طويلة من الخصام «التقينا هناك قبل مجيئنا إلى مكة المكرمة بأقاربنا وأهلنا، بعد تحقيق السلام بين الدولتين الجارتين، وأشكر رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الدكتور أبيي أحمد على تحقيق حلم السلام والتواصل مع أهلنا وأقاربنا بعد ألم العزلة الذي دام سنوات طويلة.. نحن لسنا مجرد جيران بل لحمة واحدة وعائلة واحدة، ومشتركون في الدم والمصير». ويختتم الحاج محمد أمين من إثيوبيا: أنا مسرور بتحقيق حلمي الذي كنت أنتظره 25 عاما، وجدت ضيافة راقية وخدمات كبيرة جليلة، لم أشاهد مثل هذه الخدمات في أي مكان في العالم، السعودية تنظم الحج بإتقان شديد وبشكل سنوي، وتدير مئات الآلاف في مكان واحد باحترافية ومهارة.