-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة)
أدى ضيوف الرحمن وأبناء المدينة المنورة والمقيمون وزوارها اليوم (الجمعة)، صلاة أول جمعة في رحاب المسجد النبوي بعد أن أدى الحجاج مناسك حجهم لهذا العام 1439 بكل يسر وأمان وسط منظومة من الخدمات المتكاملة وفرتها الجهات الحكومية وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد.

وسأل ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف الذين توافدوا منذ الصباح الباكر إلى المسجد النبوي وامتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين، المولى العلي القدير أن يتقبل حجهم وفرائضهم شاكرين لله أن من عليهم أداء الفريضة في أجواء مفعمة بالأمن والأمان واليسر والطمأنينة.


وباشرت مختلف الجهات الحكومية حشد طاقاتها وإمكاناتها وتقديم خدماتها لضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة بمتابعة شخصية من أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز ونائبه اللذين يحرصان على إتاحة جميع الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن زائري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنفاذا لتوجيهات القيادة الرشيدة.

وفي هذا الخصوص سارعت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي إلى تهيئة المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به وسطح المسجد بالفرش اللازم، ووزعت مياه زمزم في مختلف أرجائه وساحاته، إضافة إلى توفير أعداد وفيرة من نسخ القرآن الكريم من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، مع نشر الدعاة والمرشدين داخل أرجاء المسجد للتعليم والرد على استفساراتهم عن زيارة المسجد النبوي وما يجب على الحاج والزائر عند زيارته مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبليغ الحجاج بأمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتيسير وتسهيل السلام على الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى صاحبيه رضي الله عنهما، وزيادة الدروس العلمية التي تعنى بالعقيدة الإسلامية وأحكام الحج والعمرة، كما كلفت الرئاسة موظفيها وموظفاتها من العاملين الرسميين والموسميين المكلفين بخدمة المصلين وزوار المسجد النبوي التي تعمل في إطار منظومة متكاملة مع عدد من الجهات الحكومية تنفيذ خطتها المتعلقة باستقبال حجاج بيت الله الحرام.

بدورها، شرعت الجهات الأمنية بالمدينة المنورة في تطبيق خططها الأمنية والمرورية ومواصلة جهودها للمحافظة على أمن الحاج وراحته داخل المسجد النبوي وساحاته خصوصاً في أوقات الذروة من خلال انتشار رجال قوة أمن المسجد في مختلف أرجاء المسجد، لإرشاد المصلين وتأمين دخولهم وتنظيمهم من بوابات المسجد، ومكافحة ظاهرة النشل، وتسهيل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى أماكن سكنهم، وتنقلهم من وإلى المسجد النبوي، واتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية والإمكانات البشرية، ومضاعفة الجهود التي تكفل تنقل الحجاج زوار المدينة المنورة براحة وأمان.

كما تأهبت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة لتنفيذ خطتها لموسم ما بعد حج هذا العام 1439 من خلال تهيئة وتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية وغيرها من المستلزمات الضرورية، واتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لحماية الحجاج والمواطنين، وتوفير السلامة لهم من جميع أخطار الحوادث والكوارث وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات الإغاثة الفورية أو الإخلاء أو الإيواء والإعاشة للمتضررين منهم، وحماية الممتلكات العامة والخاصة بمناطق وجود الحجاج وذلك باتباع أفضل السبل وأنجحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة بهذه الخطة بكل كفاءة واقتدار.

من جهتها، تتابع قوة أمن المسجد النبوي الشريف الحالة الأمنية للمصلين داخل المسجد وساحاته والتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في تنظيم عملية دخول وخروج ضيوف الرحمن من وإلى المسجد النبوي، ومراقبة الحالة الأمنية بوجود وانتشار ضباط وأفراد القوة، من خلال العديد من الكاميرات داخل المسجد، علاوة على توجيه وإرشاد الحجاج والمحافظة على الأطفال التائهين وتسليمهم لذويهم، فيما يواصل فرع هيئة الهلال الأحمر بالمدينة المنورة مهماته الميدانية بساحات المسجد النبوي والمنطقة المركزية المحيطة به وعبر الطرق القادمة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أداء مناسكهم بكل يسر واطمئنان، من خلال تقديم الخدمات الطبية والإسعافية من أطباء ومسعفين وسائقين ومتطوعين ومؤقتين وإداريين وفنيين وأسطول من سيارات الإسعاف مجهزة بكل التجهيزات، مع سيارات خدمات مساندة وسيارات إسعاف تدخل سريع، إضافة إلى مشاركة المتطوعين والمتطوعات داخل المسجد النبوي وساحاته ودعمهم بعربات لنقل الحجاج وكبار السن المحتاجين للإسعافات الأولية لنقلهم من داخل المسجد النبوي للساحات الخارجية.

وفي الجانب الصحي، تطبق المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة خطة الحج للفترة الثانية من حج هذا العام عبر المراكز الصحية المنتشرة على الطرق المؤدية للمدينة المنورة والطرق التي يسلكها الحجاج في عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين، والممثلة في الرعاية الصحية التي تقدمها صحة المدينة في مركز صحي باب جبريل، ومركز صحي الصافية، وباب المجيدي، وباب السلام، ومحطة الھجرة، وحجاج البر، والميقات، واليتمة، والصلصلة، وأحد، والإجابة، والبيعة، وقباء، والعوالي، والأنصار، إضافة إلى المراقبة الصحية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.

في حين تنفذ أمانة منطقة المدينة المنورة خططها التشغيلية وبرامجها الميدانية الهادفة لموسم ما بعد الحج، بتقديم أفضل الخدمات وتسخير الإمكانات اللازمة لراحة ضيوف الرحمن وزوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أن أدوا مناسك حجهم بكل يسر واطمئنان، حيث يتم تكثيف جولات الفرق الرقابية الميدانية على المنشآت، وكذلك تكثيف الرقابة على محطات الوقود ومراكز الخدمة بالطرق المؤدية للمدينة المنورة، ومطابخ الإعاشة والمطاعم والفنادق ومحلات الوجبات السريعة ومحلات بيع اللحوم.