لحظة مرح نادرة في معسكر عكاظ
لحظة مرح نادرة في معسكر عكاظ
-A +A
ياسر عبد الفتاح
شاق وعسير، العمل بصحيفة في خصام مع الملل والرتابة والأداء التقليدي. أمر كهذا و(تعليمات) كهذه، وضعت بعثة عكاظ الصحفية المكلفة بتغطية أعمال حج هذا العام على المحك وتحت الاختبار القاسي.. لربما يستهلك المراسل الميداني وقتا عزيزا إلى (طلعة صدقي) على ساقيه صعودا لمنشاة الجمرات مثلا، فيأتي القرار من هناك: لا بأس كان بالإمكان أفضل مما كان!

الراحة هنا في المعسكر محظورة، مع ممنوعات كثيفة، كلما زادت اللاءات، زاد سقف التوتر، ففي القائمة: لا لإغلاق الهواتف، لا للمواد المعلبة، لا للصور المكررة، لا للتثاؤب، ومع ذلك نجح القوم في اختلاس ساعتين للنوم. وفي الليلة التي سبقت تفويج الحجاج إلى منى جاء رئيس البعثة الزميل زياد العنزي، وقد منحه الله مع بسطة الجسد بسطة في اللطف والتواضع والصرامة بالخبر المهول: رئيس التحرير أنشأ مجموعة مصغرة في تطبيق الواتس آب يديرها بنفسه لمتابعة التغطيات.. إذن المصائب لا تأتي فرادى.. قلت للعنزي: أول الغيث قطرة، ففي الرابعة فجرا جميل الذيابي يكتب: أين أنتم؟! صحيح أن مهنة البحث عن المتاعب لا تحلو إلا بالتعب، ولعل الله يسبغ الرحمة في قلب عبد العزيز الربيعي مدير مكتب عكاظ بالعاصمة المقدسة، نائب رئيس البعثة، والمسؤول عن وزارة التموين وشؤون الإعاشة، فيبسط يديه، كلما ضاقت الصدور أوسعها بعلب القشطة وحبات الزيتون وقليل من العسل والجبن، نظريته الاقتصادية تكمن في الكيف لا الكم.. فربما القيمة الغذائية والسعرات الحرارية لجبنة المثلثات قد تعادل أو تزيد على نصف خروف مشوي.!


أصغر أعضاء البعثة سنا، زياد الفيفي، نجح في ربح القلوب بمثابرته، هذا الفتى لا ينام، أما الصامت محمد الأكلبي، فينطلق من عزلته المجيدة ليأتي بالصيد الثمين ينافسه في القنص إبراهيم علوي المحرر دقيق الملاحظة، اما مهندس الرقمنة عبد اللطيف فقد أفلح في تحويل الحرف إلى لوحة محوسبة.